بعض الامور تحتاج الى اختيار عدو قبل بدايتها حتى و ان لم يظهر ان هناك اعداء او منافسين
و لابد ايضا ان يكون اختيارا صحيحا
نعم عندما لا يكون هناك عدو ظاهر يتحتم عليك ان تختار واحدا

تحديد و اختيار العدو الصحيح يجدد و يصلح من طريقتك في التعامل مع الامور و يرفع سقف طموحاتك و تطلعاتك و يقوي عملية التركيز و يحفزك دائما على انجاز المهام
هذا شىء تم اثباته كثيرا في حياة الناس
و لكن المشكلة الكبيرة لابد ان يكون اختيارا صحيحا فقد قيل قديما : اختيارك لعدوك هو اختيارا لمستقبلك
على سبيل الامثلة الحية: فان دولة مثل الصين حددت عدوها انه الفقر و البطالة و ليس الزيادة السكانية فانتهى بها الامر ان تحولت مشكلتها في زيادة السكان المهولة الى احد الحلول و اصبحت ثاني دولة بعد الولايات المتحدة في تصدير كل شىء سواء موادا اوليه او مصنعة بينما دولة اخرى مثل بنجلاديش لا ترى عدوها اللدود الا الزيادة السكانية و تحاربها بكل السبل و بالطبع ترى نتيجة ذلك
و الطالب الذي اختار و حدد عدوه بأنه الفشل و الرسوب و يرى كل اقرانه منافسين له على الدرجات ينتهى به الحال ناجحا و متفوقا على جميع اقرانه، بينما الطالب الذي يفشل في اختيار هذا العدو تراه متخبطا مرة بصعوبة الامتحان و اخرى بضعف المدرسين و احيانا بعدم ملائمة الاجواء المحيطة للمذاكرة و التحصيل
انت من تختار عدوك و تحدده، فاحرص على الاختيار الصحيح لانه اختيار هام و يتوقف عليه نجاحك و فشلك
و الفشل في اختيار العدو و المنافس يحولك الى مساعدا لذلك العدو و مقوي لجبهته ضدك و تحولك الى عدوا لنفسك!
اختيار العدو و تحديده بدقه هو المقياس و هو الفرق بين النجاح و الفشل، بين الانجاز و التأخر في الحياة
و في عالم الاستثمار و اسواق المال مثلا
ترى المضارب الناجح يحدد عدوه اللدود بانه: خسارة رأس ماله
و لذا فان كل خطواته يخطوها و هذا العدو ماثل في رأسه، متجسد امامه، يراه مثلما يرى الناس حوله
ياخذ قرارته بناءا على تحركات هذا العدو و الغريم و لا يجعل لغريمه عليه سلطه و لا يعطيه من ماله اي شىء، يشتري و يبيع و يغلق عملياته بهذا المفهوم
اما المضارب الخاسر الذي لم يحدد عدوه بطريقة صحيحة او لم يحدده من الاساس تراه متخبطا
احيانا يكون عدوه الاخبار المنشورة ثم يتحول الى الحالة الاقتصادية للبلاد و العالم كله
و احيانا اخرى يلعن المسؤولين عن السوق المالي
ثم يتغير الى صب اللعنات على زملائه الذين يبيعون سهمه
و احيانا اخرى يحكى عن عدو غير مرئي يسميه صانع السوق او الميكر، و يراه شخص شرير تتلخص مهمته في سرقة الناس و خداعهم
هكذا المضارب و المستثمر الخاسر كل قراراته خاطئة و مشوشة نتيجة لعدم اختياره الصحيح لعدوه
و بالتالي تحول الى قوة في جبهة عدوه ضد نفسه و عدوا لنفسه بالتبعية
و تحولت كل خطواته الى تدمير لمحفظته و اضاعة لموارده و امواله و وقته!
هل تعرف شخص مثل ذلك؟ هل قابلت احدهم؟
