احصائيات البورصة المصرية – الجزء الرابع : أزمنة انخفاض السوق

نتابع احصائيات السوق المصري و تحليلاتها و الملاحظات على هذه الاحصائيات في هذا الجزء الرابع

و نركز في هذه المقالة على الفترات أو أوقات هبوط و انحدار السوق خلال تاريخه و مقارنة بينها

و لكن قبل النظر الى البيانات لابد من وضع بعض المفاهيم حتى يكون الحديث باتفاق و أسس و أيضا للتوضيح للذين يبدأون القراءة و البحث في الاسواق المالية أو من يجدد مفاهيمه لذ لابد أولا من تعريف مفهوم السوق المنحدر

Bear Market

ماهو “البير ماركت” أو زمن سوق الدببة أو فترة السوق المنخفض أو المنحدر و كيفية تحديدها و متى تبدأ و ومتى تنتهي؟ و متى نطلق على سوق معين أنه حاليا في زمن تسود فيه الدببة و ليس الثيران

اتفق الباحثون في الأسواق المالية أنهم يعتبرون السوق المالي في حالة انخفاض مستمر حتى يثبت العكس اذا هبط من آخر قمة سجلها بنسبة 20 في المائة أو أكثر أيا كان فترة هذا الهبوط سواء كان شهور او سنوات

و يسري هذا المفهوم على أي أسواق تشتمل على نوع من التجارة سوءا كانت أسواق للاوراق المالية الاسهم أو السندات أو العقود الآجلة أو المعادن أو حتى الاسواق التجارية بين الناس مثل السوق العقاري

فعندما يتم تسجيل أن سلعة ما خسرت من قيمتها ما يزيد عن 20 في المائة فذلك يعني أن سوق هذه السلعة في حالة انحدار و أن سعرها متوقع أن يخسر المزيد لفترة من الزمن

هذا عن توقيت بداية السوق الهابط أما عن تحديد فترة الزمنيه و كم استمر الهبوط فيتم ذلك بتحديد أمران

الأول فترة الهبوط نفسها و تكون منذ اليوم الذي بدأت الهبوط من القمة التي سجلها و يستمر السوق حتى يسجل قاع سعري لا يتعداه بعد ذلك, يكون ذلك هو نهاية فترة الهبوط من القمة الى القاع

الثاني فترة التعافي من الهبوط و يتم تحديدها منذ اليوم الذي تشكل فيه القاع و انتهي الهبوط ككل و يبدأ في الصعود و تعويض ما خسره في فترة الهبوط من القاع و لا نطلق على السوق انه تعافى من الهبوط السعري الا عندما يصل الى القمة السابقة التي بدأ منها الانحدار و يكون عندها قد قام بتعويض كل خسائره التي حدثت في فترة السوق الهابط

و جدير بالعلم أن فترة التعافي لها انواع يتم تصنيفها ايضا حسب شكل هذا التعافي في نزول و صعود السعر فهناك تعافي على شكل حرف “في” و هناك تعافي على شكل حرف “دبليو” و هكذا فان السعر لا يصعد من نهاية السوق الهابط من القاع مباشرة فقط و لكنه أحيانا يسجل هذا القاع مرة أخرى أو عدة مرات لكن المهم ألا يتخطاه و الا سيكون هذا هو امتداد و استمرار لزمن السوق الهابط نفسه و هناك تعافي على شكل حرف “ال” و هو أشدهم و أسوءهم و حدث في زمن الكساد الكبير

و كمثال: عندما نقول أن سهم شركة انخفض 30 بالمائة من قيمته و هبط من قمة 10 جنيهات الى 7 جنيهات خلال فترة شهر مثلا ثم بعد ذلك صعد سهم الشركة من القاع الذي سجله عند 7 جنيها الى القمة السابقة عند 10 جنيهات خلال شهرين فاننا قد حددنا حدود الانخفاض في السهم خلال فترة الهبوط و حددنا زمن الهبوط بالايام و حددنا زمن التعافي من الهبوط بالايام الايضا


نعود الآن الى السوق المصري و احصائياته حول تاريخ فترات انحدار السوق منذ اعادة احياء السوق حتى الآن و كم عدد هذه الفترات و كم من الوقت استمرت و كم الوقت الذي احتاجه السوق للتعافي منها ثم بعد ذلك نتحدث عن المقارنة بين هذه الفترات نفسها

و كالعادة ننظر للسوق من خلال مؤشريهالثلاثيني و السبعيني و نبدأها اليوم بالثلاثيني

EGX30 المؤشر الثلاثيني للبورصة المصرية

مر السوق خلال مؤشره الثلاثيني في خمسة فترات هبوط شهيرة آخرهم هي فترة مازالت قائمة لم يتم التعافي منها حتى الآن

فترة انحدار السوق و التعافي منها في عامي 1998-1999

فيها انهار السوق 34 في المائة من قيمته و ذلك خلال فترة 12 شهرا و لم يكن هناك سببا واضحا لهذا الانهيار خاصة ان السوق كان في بدايته و أن عادة الاسواق الجديدة هي الصعود و لكنه خالف هذه العادة, في هذه هبط السوق ببطيء من قمته 1000 حتى وصل الى قاع 658 و بعدها بدأ رحلة التعافي ليصل الى القمة السابقة و ذلك خلال 12 شهرا ايضا , لذا كان زمن السوق الهابط مساو لزمن التعافي و كانت الفترة الكليه لهم هي 25 شهرا و تخطى القمة السابقة في ديسمبر 1999 و بدأ بتسجيل أرقام سعرية جديدة تماما

أزمنة انحدار المؤشر الثلاثيني

سوق أعوام 2000-2003 الهابط و أحداث سبتمبر

انهارت البورصة ايضا بعدما سجلت آخر قمة لها عند 1,280 في فبراير 2000 و بدأت رحلة الهبوط حتى فقدت ثلثي قيمتها و سجلت في يناير 2002 قاع سعري يبعد عن القمة 65 في المائة و كان زمن الهبوط بطيئا و أخذ من عمر البورصة 24 شهرا كاملين ثم بدأ رحلة التعافي و العودة للقمة السابقة و وصلت عندها بعد 25 شهرا أخرى و اخترقت القمة في ديسمبر 2003 و ايضا لم يكن له سبب سوى حداثة العهد بالبورصة نفسها و عدم علم الناس بها أو بنشاطها أو كيفية الاستثمار و أدواته و بعد هذه الفترة بدأ الترويج للبورصة حيث كانت فترة كساد للسوق العقاري و بدأ الباحثون عن بدائل للاستثمار في التوافد مع تحفيز قوي من الحكومة وقتها و بدأت أولى طفرات السوق و صعوده المتوالي بدون توقف لمدة خمسة سنوات

ثم جاءت سوق عام 2006 الهابطة و التي اوقفتها حرب لبنان و ظهور مظاهرات حول مبنى البورصة لأول مرة

و كانت هذه أشهر و أقصر أزمنة الهبوط في تاريخ البورصة المصرية من خلال مؤشرها الثلاثيني و فيها سجل السوق في بداية العام 2006 قمة تاريخية وسط أجواء تفاؤل غير مسبوقة و تخطى 8000 نقطة لعدة أيام و سجل قمة 8220 ثم بدأ الانهيار السريع في البورصة المصرية و البورصات العربية المحيطة و في ستة أشهر فقط فقد السوق ما يقرب من نصف قيمته السوقية أو 42 في المائة منها و كان أقصر الفترات الهابطة عمرا حيث سجل قاع عند 4772 في شهر يونيو من نفس العام و قضي العام التالي في محاولة التعافي و كان تعافي على شكل حرف “في” و اخيرا اخترق القمة السابقة بعد 14 شهرا و بالتحديد في يوليو 2007 و تخطاها ليذهب لمناطق سعرية جديدة تماما

احتجاجات حول مبني البورصة

السوق الهابط الذي بدأ في 2008 و استمر 8 سنوات بتأثير الأزمة العالمية الكبرى و الثورات المصرية المتعددة

و كان أسوأهم و أطولهم بين أزمنة الانهيارات , و أبطأهم في فترة التعافي التي امتدت 99 شهرا حتى يعوض خسائره السابقة و بدأ الانهيار في مايو 2008 في بداية الأنباء عن أزمة ديون عالمية و قبل انهيار بنك ليمان برازر و بعدما سجل السوق قمة تاريخية 12,039 بدأ الانهيار و كان سريعا في بدايته حتى أنه فقد 15 في المائة في شهر مايو وحده و بدأت ارتداده خادعة توحي بأن الامر كان تصحيحا قصيرا و سوف يعود الا انها كانت بداية لما تلا ذلك و بدأ رحلة طويلة من الانهيار و الانحدار بدون توقف اطلاقا و بدون أي حركات ارتدادية تذكر حتى فقط السوق ثلثي قميته السوقية أو 70 في المائة في 10 أشهر فقط منذ تسجيل القمة التاريخية

و كان تسجيل القاع التاريخي 3,380 في فبراير 2009 و كانت نهاية زمن السوق الهابط أو المنهار بمعنى أدق و بداية أسوء فترات التعافي للسوق المصري حيث جرى الحديث عن توقعات للمحللين لجميع أسواق المال بفترة تعافي طويلة نسبيا تتخذ شكل “دبليو” أو بمعنى آخر زيارة أخرى للقاع قبل رؤية القمة السابقة و لكن ماحدث كان أسوأ من ذلك فكان أن السوق احتاج عدة زيارات للقاع المسجل كانت أولهم بعد عامين من تسجيل القاع في ديسمبر 2011 و ذلك بعد ثورة يناير ثم زيارة أخرى بعد عامين آخرين في 2013 ثم زيارة أخيرة بعد 3 أعوام في يناير 2016و لم يتعافى بالكامل و يعود لقمته السابقة الا في نهاية عام الزيارة الأخيرة و انهى 8 سنوات من التعافي من ضربة الأزمة العالمية الكبرى و اخترق القمة السابقة بعد ما يقرب من عقد ملىء بالأحداث و الثورات و تعويم لسعر صرف الدولار الأمريكي في السوق المصري و غيرها من الأحداث

أزمنة السوق الهابطة و مقارنتها

السوق الهابط الذي بدأ في 2018 – السوق الحالي

سجل السوق أعلى قمة في تاريخه عند 18,413 في أبريل 2018 و كان نظر جميع المحللين و المتداولين صوب الرقم الجديد 20,000 و الذي كان قاب قوسين أو ادني و لكنه كالعادة يخالف توقعات الجميع و يحطم الأمال المعقودة و يبدأ رحلة الانهيار و يتم تسجيل السوق على أنه سوق هابط للمرة الأولى بعد خمسة أشهر بعدما فقد أول جزء من قيمته السوقية و سجل هبوط بنسبة 20.6 بالمائة و لم يتوقف حتى سجل قاع تاريخي عند 8,113 في مارس 2020 ليكون بذلك قد فقد ما يقرب من نصف قيمته السوقية و يكون السوق الهابط قد استمر لمدة عامين كاملين أو 24 شهرا و بداية فترة التعافي و لكن أزمة الوباء العالمي أضافت الى توقعات طول فترة التعافي التي مازلنا فيها حتى الآن و قام السوق بعدة ارتدادات صغيرة ليقوم بالعودة مرة أخرى حتى كانت أول محاولة لزيارة القاع الذي سجله السوق في زمن الهبوط في يونيو 2021

و يبدو أنها لن تكون آخر المحاولات فما زال السوق حتى الآن في زمن فترة التعافي و بعيد عن قمته التاريخية السابقة حتى بعد مرور 48 شهرا عن يوم تسجيلها

القمة كانت حول 18,000 نقطة و القاع كان حول 8,000 نقطة و السوق حاليا حول 11,000 نقطة

احصائيات البورصة المصرية للربع الأول لعام 2022 – الجزء الثالث

نعود الى مؤشرات السوق في تكملة الملاحظات على ما حدث خلال الربع الأول من عام 2022

و ننظر هنا الى متوسط عائد المؤشرات و ايضا الى افضل و اسوء آداء للمؤشرات في خلال فترات الربع السنوي في تاريخ السوق مما يوضح لنا الكثير من الأمور

نبدأ هنا بمتوسط العائد لكل فترات أرباع السنة لمؤشر السوق الثلاثيني

متوسط العائد الربع سنوي للؤشر الثلاثيني

اولى الملاحظات الواضحة أن السوق خالف المتوسط لعائده في الربع الأول و هبط و هو ماحدث قبل ذلك في تسعة فترات سابقة بنسب متفاوتة بالطبع أسوءهم كانت في عام 2020

و تاريخيا اذا وضعنا توقع لاداء السوق في الربع الثاني نجد أنه تابع آداء الربع الأول الهابط في 7 مرات من أصل 9 مرات حيث لم يخالفه في الآداء سوى في عامي 2009 و 2020 و في الحالتين خالفه بقوه و صعد السوق في الربع الثاني صعودا قويا بنسب 36.6 في المائة في 2009 و 12.2 في المائة في 2020 خلال فترات الربع الثاني من العام

هذا بالنسبة للمؤشر الثلاثيني أما بالنسبة للمؤشر السبعيني فاذا نظرنا لتاريخه القصير نجد فترات المقارنة خمسة فقط خالف فيها المؤشر في الربع الثاني من العام آداء الربع الأول الهابط و صعد في ثلاث مرات منها بينما تبعه في مرتين فقط في 2013 و 2015

متوسط العائد الربع سنوي للؤشر السبعيني

جدير بالملاحظة ايضا أن المؤشر السبعيني عندما كان يبدأ العام في الربع الأول بهبوط كبير يخالف هذا الهبوط بارتفاع كبير في الربع الثاني من العام مثلما فعل في 2020 بعدما انهار 21.48 في المائه تبع ذلك ارتفاع بنسبة 45.86 في المائة في الربع الثاني و ايضا في عام 2011 عندما هبط 21 في المائة في الربع الاول تبعه ارتفاع بنسبة 8.76 في المائة في الربع الثاني و لكن أيضا علينا ان نأخذ في الاعتبار قصر تاريخ المؤشر منذ اطلاقه في 2008

و لنعلم حدود حركة المؤشرات خلال فترات ربع السنة ننظر الى هذا المخطط الذي يوضح أعلى و أقل عائد حدث لكلا مؤشر على حده في فترات ربع سنوية خلال تاريخهم

أعلى و أقل عائد ربع سنوي للمؤشر السبعيني
أعلى و أقل عائد ربع سنوي للمؤشر الثلاثيني خلال تاريخه

جدير بالملاحظة اقتراب قيمة أعلى عائد و أقل عائد ربع سنوي لكلا المؤشرين رغم التباين في العائد السنوي ككل بينهم

من الملاحظات على العائد السنوي للمؤشر الثلاثيني أن السوق لم يهبط لعامين متتاليين الا في مرة واحدة فقط و كانت في عامي 2000 و 2001 و حتى في اسوء أعوامه في 2008 في بداية الأزمة العالمية لم يفعلها و يتبعها بهبوط في العالم التالي أيضا

كذلك نفس الملاحظة تنطبق على المؤشر السبعيني الذي لم يهبط في عامين متوالين الا مرة واحدة فقط في اعوام 2018 و 2019 على التوالي

جدير بالملاحظة أيضا ان المؤشر السبعيني له نموذج في توالي سنوات الصعود و الهبوط فكان يصعد لعامين متوالين ثم يليهم بسنة يخسر فيها الكثير من عائداته و لم يخالف هذا النموذج الا مرة واحده و من الملاحظ أن النوذج ربما يتشكل الآن و يكون العام الحالي 2022 عام تصحيحي أو خسارة في العائد بعدما سجل المؤشر عائد في العاميين السابقين بنسب 69.3 في 2020 و 2.64 في 2021

العائد السنوي للمؤشر السبعيني خلال تاريخه

احصائيات البورصة المصرية للربع الأول لعام 2022 – الجزء الثاني

نرصد باقي الملاحظات على احصائيات سوق المال المصري للربع الأول من العام الحالي بعدما وقفنا في المقال السابق على آداء شركات المؤشر الرئيسي للسوق المؤشر الثلاثيني نكمل في هذا المقال لرصد مكونات المؤشر الآخر أو المؤشر السبعيني أو ما يسميه البعض المؤشر الشعبي

مؤشر السوق السبعيني EGX70

يتكون هذا السوق من 71 شركة حاليا بنسب متساوية على خلاف مؤشر السوق الرئيسي الثلاثيني الذي تدرج مكوناته حسب قيمتها السوقية و يتم تغيير هذه المكونات كل فترة حسب آداء الشركات و لان مكونات شركاته أكثر فيعتبره البعض أكثر تعبيرا عن آداء السوق من المؤشر الرئيسي نفسه

اذا بدأنا المقارنة بمقارنة المؤشر نفسه بالمؤشر الثلاثيني نجد أنه رغم هبوط المؤشرين الا ان هذا الهبوط كان متفاوتا لدرجة كبيرة حيث سجل الثلاثيني هبوط 5.6 في المائة بينما هبط السبعيني ضعف هذه النسبة و سجل هبوط 13.24 في المائة أو أكثر من عُشر قيمته و بالتالي عُشر قيمة شركاته المدرجة

و لكن تزداد المقارنة تفاوتا اذا كانت المقارنة بين شركات المؤشرين و آدائهم رغم اشتمال كلا المؤشرين على أكثر من مائة شركة الا انهم لا يشتركون في أي منهم كمكون لهم و هذا تنفرد به المؤشرات المصرية

من ضمن هؤلاء ال 71 شركة من مكونات المؤشر هبط 61 شركة منهم بنسب متفاوتة جدا و فقدت بعضهم أكثر من نصف قيمتها السوقية بينما لم تصعد سوى عشرة شركات فقط

من الملاحظات أيضا أن اكبر من تأثر بهذا الهبوط هي شركات عقارية و أكثر من خالف حالة الهبوط و صعد هي شركات من قطاع الموارد الأساسية و هى ملاحظة جديرة بالتأمل و هامة لربطها بالأحداث الحالية

شركات المؤشر السبعيني

:و لتسجيل أكبر الشركات الهابطة نجد على رأسهم

شركة الاسماعيلية الحديثة للتنمية العمرانية التي فقدت 65 في المائة من سعرها في هذا الربع وحده حيث سجلت في بداية الربع سعر 31.1 جنيه بينما انهت الفترة على سعر 10.82,

سهم الاسماعيلية الحديثة

الشركة من ضمن القطاع العقاري تم انشاءها في 2010 و ادراجها في السوق في 2011 و جدير بالذكر أنه قد شملها الغاء عمليات كثيرة منفذة عليها و لكن قبل هذا الربع الحالى و بالتحديد في فترة الربع الرابع من العام الماضي

و اذا نظرنا لتاريخ آداء سهم الشركة خلال الربع الأول من كل عام نجد أن آدائها في الثلاث اشهر الاولى من العام الحالى او فترة المقارنة الحالية هى أسوء آداء على الاطلاق هذه اولى الملاحظات الواضحة

أما الملاحظة الثانية أن تاريخها خلال السنوات السابقة في ربعها الأول لم يكن سيئا على الاطلاق فخلال احدى عشر عاما منذ ادراجها في السوق سجلت هبوطا محدودا في 7 فترات كان الهبوط الحالي أسوءهم بالطبع بينما الذي يليه هو هبوط 2015 الذي وصل الى -18.9 في المائة من قيمة السهم بينما في نفس الفترة من عام 2019 ارتفاعا قدره 33.7 في المائة

ثاني الشركات هى شركة زهراء المعادي للاستثمار و هى ايضا احد شركات هذا القطاع المنكوب في هذه الفترة حيث سجلت هبوطا اقترب من نصف سعر السهم بنسبة -43.20 في المائة و ايضا اسوء ربع سنوي لسعر السهم في تاريخها ككل منذ ادراجها عام 1996

و جدير بالملاحظة انه تاريخيا لم يهبط سهم الشركة في السنوات السابقة في الربع الاول سوى ثلاث مرات و هذه المرة رابعهم و كان أسوء هبوط بنسبة -19.3 في المائة في عام 2011 بينما كانت تسجل صعودا كبيرا دائما خلال فترة الربع الاول من كل عام

شركة زهراء المعادي شركة قديمة تم تأسيسها في 1980 و ادراجها في السوق عام 1996 و لم تكن من الشركات المفضلة لدى المتعاملين في السوق المصرية من نوعية المضاربين و لكنها مفضلة لدى المستثمرين طويلي الاجل حيث توزع ارباحا باستمرار و قد وصلت عدد كوبوناتها 39 كوبون نقدي بخلاف التعاملات الأخرى لكن هذا الهبوط يعتبر ضربة قاسمة لأصول هذا النوع من المستثمرين الذين يفضلون تذبذب في الاسعار لا يتعدى 20 في المائة صعودا و هبوطا في سعر اسهمهم التى يحملونها بمحافظهم لفترات طويلة لانه حتى اذا تم أخذ توزيعات الارباح في الحسبان لابد من اخذ قيمة الاستثمار و المحافظة عليه في ظل نسبة تضخم عالية

تليهم في قائمة الاكثر هبوطا شركة القاهرة للاسكان و التعمير و هى ثالثة الشركات من نفس القطاع العقاري صاحب أسوء آداء خلال الربع الأول و لكنها أحد أقدم شركات هذا القطاع حيث تأسست عام 1969 و قد هبط سهم الشركة من 3.03 جنيه الى 1.74 جنيه بنسبه -42.6 في المائة أو ما يقارب نصف سعر السهم و بالتالي تبخر نصف القيمة السوقية للشركة ككل و هى تقترب من آداء شركة زهراء المعادي السابقة

أما اذا نظرنا الى تاريخ السهم في السنوات السابقة نجد أيضا ان هذه الفترة هى اسوء اداء للسهم في تاريخه الذي لم يسبقه فيه سوى ادائه في الربع الاول من عام 2010 الذى سجل فيه هبوط بنسبة -22.8 في المائة و لكنها كانت نسبة مقبولة وقتها بعد آداء لافت للنظر في العامين السابقين بتحقيق 46.4 في 2009 و 82.2 في المائة في 2008 فكان مقبولا لدى المستثمرين و غيرهم تسجيل بعض التصحيح في العام الذي يليهم, و لكنه واصل في العام التالي الهبوط في نفس الربع بنفس القيمة و التي ربما يكررها هذه المرة أيضا

شركات المؤشر التي صعدت في الربع الأول:

لم تهبط كل شركات المؤشر كما ذكرنا سابقا بل خالفت التوقعات عشر شركات أغلبهم من قطاع الموارد الأساسية و هذه اولى الملاحظات الهامة

أول هذه الشركات هي المالية و الصناعية حيث سجل سهمها 16.97 في نهاية الربع الاول بعدما بدأ من 13.09 جنيه و يكون قد صعد بنسبة 29.6 في المائة و بهذا الصعود انهى اداء سىء لنفس الربع في السنوات الاربع السابقة فكان قد سجل بهم هبوطا متتاليا

المالية و الصناعية

الشركة غنية عن التعريف و هى من اقدم الشركات المؤسسة في السوق المصرى حيث تم تأسيسها عام 1929 و تم ادرجها في البورصة عام 1996 بعدد أسهم قليل نسبيا

جدير بالذكر و الملاحظة ان الشركة ايضا من ضمن الشركات التى سجلت اعلى سعر قبل الازمة العالمية الكبيرة في عام 2008 و ايضا من الشركات التى لم تتعافى و تصل الى هذا المستوى حتى الآن و تضم هذه المجموعة شركات كبيرة مثل بالم هيلز و غبور و اوراسكوم للتنمية

تليها شركة الدخليلة للصلب و هى من نفس القطاع السعيد هذه المرة حيث صعد سهم الشركة من سعر 420 جنيه الى 541.19 جنيه في نهاية الربع الأول بنسبة 28.9 في المائة و هو ماعزز قيمتها السوقية الكبيرة بزيادة الثلث أو ما يوازي 2.3 مليار جنيه زيادة في قيمتها السوقية

و هذا الربع ثالث افضل ربع أول لها بعد 2008 و 2018 و 2010

أما الشركة الثالثة فهى شركة الاسكندرية لتداول الحاويات الذي ارتفع سهمها بنسبة 23.9 في المائة و يعتبر هذا الربع الأول ثاني افضل ربع اول لها تاريخيا و جدير بالذكر ان تاريخها خلال فترة الربع الاول كان يغلب عليه الآداء السىء و لكنها انهت الربع الحالي باضافة 3 مليارات جنيه الى قيمتها السوقية

و لكن هذه الشركة من قطاع الشحن و النقل و بهذا تكون خالفت الاخريات من قطاع الموارد الاساسية و لكنها وصلت لهذا المركز كأفضل ثالث شركات المؤشر آداءا خلال الربع الاول بسبب اخبار الاستحواذ و الاستثمارات الامارتية المعلنة