ملاحظات الاسبوع رقم 25 للعام الحالي 2022

الحركة الاسبوعية للثلاثيني


اسبوع هابط نموذجي
بدأ التداول عند اعلى سعر عند 9866 و انهى التداول عند اقل سعر. 9439 مسجلا خسارة 427 نقطة او نسبة 4.3% من قيمته

سجل قيعان او اقل سعر للعام الحالي في كل ايام الاسبوع عدا يوم الثلاثاء الذي بدأ يوما صاعدا و لكن انتهى بدون تغيير يذكر


الموجة الاسبوعية الحالية اتمت الاسبوع الثاني في الموجة الثالثة في رحلة الهبوط من مارس
و كما ذكرنا في مقالات احصائية سابقة ان كل موجة عبارة عن اربعة اسابيع هابطة يليها اسبوعا صاعدا تصحيحيا كما يحدث دائما في تاريخ المؤشر الثلاثيني الا في حالات قليلة

المؤشر حاليا عند اقل سعر خلال العام الحالي
و عند اقل سعر لفترة 52 اسبوع
و اقل سعر منذ مايو 2020
و ليس امامه الا قاع 2020 الذي تكون في مارس في بداية جائحة الكورونا


و على خلاف الاسبوع الماضي الذي تباين فيها آداء المؤشرين الثلاثيني و السبعيني
جاء اداء السبعيني مطابقا للثلاثيني هذا الاسبوع و خسر المؤشر منذ بداية التداول -4% و اغلق عند اقل سعر للاسبوع و بينه و بين قاع السنة الحالية 2022 مائة نقطة فقط

و رغم ان العائد منذ بداية يونيو مازال صاعدا الا انه ايضا مازال يتحرك في مجال الشهرين الاسبقين مايو و ابريل و لم يسجل حتى الان قيم اعلى او اقل منهما و هو ما يحدث عادة في الحركة العرضية للاسعار او بمعنى اخر وجود اتفاق على الاسعار الحالية بين البائعين و المشترين او ما يعتبر ايضا في اسهم المضاربة بفترة توزيع الاسهم من ايدي قليلة الى عدد اكبر من الايدي

و بالطبع سجلت العديد من اسهم الشركات قيعان جديدة للعام الحالي كما فعل المؤشر و من هذه الاسهم من مكونات الثلاثيني
النساجون الشرقيون
بنك كريدي اجريكول
طلعت مصطفى
هيرمس
اوراسكون للانشاء
اي فاينانس
فوري
المصرية للاتصالات
السويدي
الشرقية للدخان
البنك التجاري الدولي
ام ام جروب

و من شركات السبعيني
بايونيرز
المصرية للأدوية
عبورلاند
اعمار مصر
مصر للالمونيوم

و من الجدير بالملاحظة ان جميع الاسهم المتماسكة هى صاحبة القيم السوقية الصغيرة بينما من سجلت قيعان جديدة للعام هى اسهم القيم السوقية الكبيرة او ما يسمى اسهم البلو شيب او القيادية مما يعزز الرأي انه في استكمال الموجة الهابطة الحالية سينعكس الامر و سيكون هبوط اسهم الشركات الصغيرة عنيفا و ذلك حسب نظرية تبادل الادوار و خروج و دخول الاموال من هذه الى تلك

كان الاسبوع خفيفا من ناحية كثافة الاخبار فلم يشهد الا اجتماعا للبنك المركزي المصري ابقى فيه قيم الفائدة و ذلك في محاولة لتفادي هذة المرة و رفعها في المرة القادمة و ذلك استمرارا لسياسة التفويت او اغماض العينين و التي اثبتت عدم صحتها منذ 2016

و تثبيت الفائدة يعني هبوط التضخم و هو ما ينفيه التقارير الرسمية و اسعار السلع بالاسواق و لكن يبدو ان للمسؤولين رؤية اخرى مختلفة

و عالميا لم يكن هناك غير بيانات الزيادة في الاسعار في منطقة المانيا و اليورو و جاءت سيئة كما توقع الغالبية من الاقتصاديين و كان هناك عدة اجتماعات و استجواب لباول في الكونجرس

و لذا كان هناك استقرار في حركة اسعار مختلف الاسواق سواء كانت المعادن او الطاقة و حتى البتكوين

بينما يستعد العالم في الاسبوع القادم لاجتماع الدول السبع الصناعية G7 من بداية الاسبوع مع حديث مشترك لرؤساء البنوك المركزية الكبرى الثلاث الامريكي و الاوروبي و البريطاني

ايضا جدير بالذكر ان الربع الثاني من العام الحالي ينتهي ايضا في الاسبوع القادم ليقوم كل سوق بتسجيل الاداء الربع سنوي و احصائياته

ماذا تفعل لتصحيح الوضع الحالي؟

الحالة النفسية اثناء فترات الهبوط

لا يمكن تصحيح الوضع الحالي بدون النظر اليه نظرة محايدة و رؤيته بشكل واضح ثم البدء في خطوات تحسين هذا الوضع

لا يمكنك فعل شىء بخصوص تحسين الاوضاع و انت لا تراها على حقيقتها و بوضوح

شكل الاشياء و حقيقتها يختلف من شخص لاخر لاختلاف طريقة النظر و طريقة الرؤية

فالشخص الذي حبس امواله في سهم هابط لا ينظر الى السهم و الى السوق نفس نظرة الشخص الذي لم يحبس امواله في السوق
مع ان السوق واحد و الاسهم واحدة و الاسعار تبث لحظيا لكلا منهم بدون اي اختلاف

لكن النظرة مختلفة تماما

احيانا تخدعك عينيك و تريك اشياءا ليس لها وجود
او تجمل و تزين ليك شىء او شخص ليس به اي جمال او زينة
و قديما قالوا مرآة الحب عمياء

الشخص المحبوس في سهم و يحب ان يعود سعره لسعر الدخول و الشراء و تعويض امواله

اصبح يحب هذا السهم و يرى فيه ما ليس فيه على الحقيقة
و يفكر: سهمك هو مؤشرك / مؤشرك يهبط يوميا!
و ان السوق صاعد / السوق يسجل خساير يومية!
و ان الشركه تمتلك اصولا جيدة و اراضي / هل امتلكتها حديثا حيث ستعزز من سعر السهم ام انها تملكها و سهمها يهبط يوميا!
سيرتد السوق من هنا/ هل اطلعت على الغيب!
هذه النهاية و لا مجال للنزول اكثر من ذلك / لا وجود لما يسمى ارضية او سقف لاسعار الاسهم تاريخيا!
لا احد يبيع على هذه الاسعار/ يوجد مشترى و بائع عند كل سعر و الا فما هبط السعر و تم التنفيذ!

و يحارب اعداء وهميين من نتاج مخيلته
احترس من الميكر ؛ عمران ؛ عامر؛ السيسي ؛ الاعلاميين ؛ صانع السوق ؛ جيمات ؛ عبداللطيف ؛ احمد بكر ؛ و و و

و للاسف لا يضر الا نفسه بهذه التخيلات
لا وجود لهؤلاء الاعداء و لا وجود للاشرار الذين يريدون الضرر بك

لا يوجد من يضرك سوى نفسك
انت صاحب قرار الشراء و صاحب قرار البيع

ايضا الاعتراف بحقيقة الوضع الحالي لا يعتبر استسلام و انسحاب و نزول عن الرأي كما يعتقد البعض

هذا يسمى العناد
و هو يصل بصاحبه الى كارثة
كارثة كبيرة لمجرد الاعتداد برأي خاطىء و عدم استسلام لحقيقة الامور

و سبب ذلك في الاساس هو عدم النظر الى الاشياء و الاسهم بطريقة محايدة

اذا اردت انصاف نفسك حاول ان تنسى ان هذا السهم ملكك و انت تنظر الى سعره و تخيل انك خارج السوق و اسأل نفسك هل كنت ستشتريه ام لا

و ذلك ما يفعله كل من يريد النظر الى أى شىء بموضوعية
هذا ما يحكيه كل من اشهر اسلامه
لم يحدث الا النظر الى الكتاب بموضوعية و نسيان الموقف الحالي

في حديث مع وليام ايخارديت مع احد اصدقائه الذي كان يقول ان المضاربة و الاستثمار مجال سهل يستطيع اي شخص القيام به اذا علمناه ماذا يفعل
لكن وليام ايخارديت أجابه انه يستطيع ان ينشر طريقة عمله و خطواتها السهلة في الصحف و يمكن اي شخص يستطيع قراءتها ان يفعل ما يفعله بدون اي اختلاف و لكن للاسف ستكون النتيجة مخيبة للامال

لانه ليست المشكلة في طريقة العمل بل المشكلة فيمن يطبق هذه الطريقة و شخصيته

انه ليس بالمجال السهل لانه ليس مثل غيره مجموعة من المهارات التى تستطيع اكتسابها بعد فترة تدريب

يجب قبل اي شىء ان تتعلم كيفية التحكم في نفسك و في عواطفك و تصبح متزنا تماما امام كل المواقف

و بالطبع تصبح ذو رؤية و نظرة صافية ترى الاشياء على حقيقتها و على طبيعتها بدون اي تزييف او تزيين او تجميل

ماذا بعد القرار التاريخي الفيدرالي و تأثيره على المستثمرين و على رجل الشارع

قام مسؤولي الفيدرالي الامريكي برفع الفائدة بمقدار 0.75% يوم الاربعاء الماضي
و كان هذا المقدار من الرفع هو الاكبر منذ نوفمبر 1994
ايضا هذا القرار هو الثالث من نوعه خلال العام الحالي 2022 و مقدار الرفع هو الاكبر في الثلاث

و جاء في التصريح ان القرار احد ادوات مواجهة التضخم الحالي و ان هذا التضخم كان سببه مشاكل الموردين و الحرب الاوكرانية و اجراءات الصين الحالية في مواجهتها لاحد موجات فيروس كورونا

و اعترف باول بخطورة التضخم الحالي و تأثيره على الاسواق و لكنه ايضا اكد انه لا يوجد حل لمواجهته بدون الوقوع في مشكلة الركود و التي يمكن ان تمتد الى نهاية السنة القادمة و ان هذه المشكلة خارج نطاق ارادته و امكانياته

أكد ايضا على موضوع الركود العديد من الاقتصاديين و العديد من البنوك الكبرى و اطلقوا العديد من التحذيرات و التقارير

لنفهم القرار لابد ان نعود الى الاساسيات لانعاش ذاكرتنا جميعا
لماذا يقوم الفيدرالي و تلجأ البنوك المركزية الى رفع الفائدة عموما؟

يتحكم البنك الفيدرالي و اخوانه من البنوك المركزية حول العالم في تحديد نسبة الفائدة على الاقراض في بلدانها و هذه الفائدة ليست ما يدفعه الشخص العادي اذا اقترض و لكنها نسبة تخص باقي البنوك في دولة الفيدرالي و هى ما سوف تدفعه البنوك من فائدة على الاموال التي تحصل عليها و تقترضها يوميا من الفيدرالي نفسه

و رغم ان هذه الفائدة ليست ما يدفعه الشخص العادي على قروضه الا ان البنوك التي تدفع هذه الفائدة و تقرض باقي المواطنين تقوم بالتبعية برفع الفائدة على قروض و تسهيلات المواطنين بعد هذا القرار و غالبا بقيم اعلى من قيمة رفع الفيدرالي

و لهذا فانه برفع الفيدرالي للفائدة فانه بذلك يزيد من تكلفة القروض و التسهيلات على المستهلك العادي و على الشركات العاملة في الاسواق

و بذلك فانه يحجم و يثبط من قدرة المواطنين على الانفاق و شراء المنتجات و بالتالي يقل الطلب على هذه المنتجات و بالتالي تقل و تهبط اسعارها بالتبعية

و بهذا تكون رفع نسبة الفائدة على الاقراض هى احد – و ليست كل – ادوات البنوك المركزية في مواجهة التضخم و تحجيمه و العودة به الى المستهدف و هو في حالة الولايات المتحدة 2%

و لكن هذه الاداة تأتي احيانا بآثار جانبية غير مستحبة مثل زيادة البطالة بين الناس و حالة ركود في الاسواق

ايضا في الايام الحالية التى نعيشها سيشعر الناس بالتأثير السىء على الجانبين لان نتيجة رفع الفائدة في خفض التضخم ليست سريعة

لذا فأثناء تضرر المستهلك من ارتفاع الاسعار الحالي في المنتجات و التي سببها التضخم فانه على الجانب الاخر سيتضرر ايضا من زيادة تكلفة الاقتراض اذا لجأ الي شراء هذه المنتجات بالتقسيط او لجأ الى تمويل لشراء عقار او سيارة أو استخدم بطاقة المشتريات في احد العمليات – وصلت الفائدة على بطاقات المشتريات في الولايات المتحدة حاليا 16.4% قابلة للزيادة

لذا سيكون الضرر الحالي اكبر و اعمق حتى تبدأ الاسعار المتضخمة في الاستجابة و تهبط و ذلك لن يحدث في يوم و ليلة بل سيمتد للشهور المقبلة و ايضا معرضة للتفاقم تحت اي اخبار مفاجئة مثل الحرب الأوكرانية مثلا

هناك بالطبع جانب ايجابي لرفع الفائدة و هو ارتفاع نسبة الفائدة على الايداع – ليس بنفس النسبة و لكنها ترتفع على اي حال – و هذا الجانب لن يستفيد منه الا اصحاب المدخرات الكبيرة و ايضا الذين يستطيعون تعليق هذه المدخرات لفترات كبيرة تمتد لثلاث سنوات او خمس سنوات في شهادة ايداع

و بالرغم من هذا الجانب الايجابي فان له ايضا اثرا سلبيا جانبيا و هو تأثير التضخم على هذه المخدرات المعلقة فترة كبيرة من الوقت سيكون كبيرا ايضا

بعد ذلك ما تأثير هذا القرار على البورصة و اسواق المال؟

كان تأثير القرار يوم الاربعاء على الاسواق استجابة جيدة و ارتفعت الاسواق احتفالا حتى انقشع غبار الاخبار

و بعدما تمت القراءة المتأنية للتصريحات الصحفية فوجىء المتداولون بأن باول أشار الى امكانية الرفع بنفس القيمة في الاجتماع القادم و لكن تحت تطور الظروف السياسية و الاقتصادية

و ذلك يعتبر ليس تأكيدا على الرفع و لكنه تركها مفتوحة للظروف بمعنى أن هناك امكانية ايضا لعدم الرفع او الرفع بمقدار ربع او نصف في المائة

و هكذا كانت الصدمة التى ترجمت في الاسواق يومي الخميس و الجمعة الي البيع و الهبوط المكثف للاصول

و استمرت الاسواق في اتجاهها الهابط بعد صعود الاربعاء الاحتفالي

و هذا ما يوضح وجهة الاسواق خلال الفترة المقبلة عموما و لهذا وجب الحذر لانه يبدو ان الطريق لاسفل مازال طويلا نسبيا و لا تلوح نهاية في الافق حتى الان