ماذا لو استثمرت 100 الف جنيه في السوق منذ 10 سنوات؟ – الجزء الأول

السوق: البورصة المصرية
القطاع: البنوك
السهم: البنك التجاري الدولي
وقت الدخول: أول أبريل 2012
وقت الخروج: أول أبريل 2022
القيمة في بداية الاستثمار: 100,000 جنيه
القيمة في نهاية الاستثمار: 1,213,158 جنيه
العائد السنوي التراكمي: 28%
التعامل مع العوائد الاخرى: DRIP

نحاول هنا ان نلقى نظرة على الاستثمار و المضاربة في الاسواق المالية بشكل عام و في السوق المصري بشكل خاص

تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي نظرة متشائمة شعبوية عن الاستثمار في السوق المصري و عدم فائدته و انه بدون أي عائد

بل لا يستبعد بعض المعلقون عن وصف عملية الاستثمار او المضاربة بأنها احد أشكال النصب على الناس مثل قضايا توظيف الأموال خارج الاطار الرسمي او ما يطلق عليها قضايا المستريح و التي ظهرت في الاعلام مؤخرا و بشكل مكثف يثير الريبة

لكن اذا نحينا نظرية المؤامرة جانبا و نظرنا الى عملية الاستثمار نظرة محايدة سيتضح لدينا الكثير من النقاط الهامة

اذا نحينا جميع نظريات المؤامرة و المواقف السياسية المعارضة و المؤيدة و اذا اعتبرنا مجازا صحة كل هذه التقديرات والنظريات و اعتبرنا ايضا أن هناك سوء ادارة للسوق المصري و تخبط في القرارات المالية والنقدية و اعتمدنا صحة كل هذه المقولات

فانه رغم كل ذلك تظل عملية الاستثمار ذو عائد جيد و مربح و يفوق في عائده شهادات الاستثمار في البنوك و يفوق العديد من اشكال الاستثمار و التجارة و إقامة المشاريع الاخرى و سوف نثبت ذلك بالامثلة و ليس نظريا فقط؛ و هى أمثلة حية ايضا و ليس اختبار لطرق معينة للاستثمار و يمكن بسهولة اثباتها للناس؛ و حية بمعنى انها عمليات تمت بالفعل في محافظ أشخاص مصريين و في السوق المصري

اود ايضاح ان هذه ليس دعوة او اعلان عن اي شىء يخص نجاح طريقة استثمار معينة او افضليتها كذلك ليست دعوة اشتراك في اي شىء لتوظيف او ادارة او اى شىء من هذا القبيل؛ بل هى دعوة لنظرة مغايرة عن السائد و محايدة و عقلانية و ناضجة بحيث لا تعتبر بأي شىء سوى استثمار و نمو الاصول و الاموال

و سنتعرض للعديد من الطرق الاستثمارية في الاسواق المالية ايضا و ليس لطريقة بعينها لنؤكد ما نود قوله عن فوائد الاستثمار في الاسواق و انه ليس عبثيا و سيكون ذلك على حلقات لانه لا يتسع كله في مقال واحد

و لكن اولا لكي نذيل اللبس و نوضح بعض المفاهيم و عدم اختلاط الامر مع حديثي العهد بالاسواق المالية – يعتقد البعض انهم ذوي خبرة في مجال معين بمجرد مرور الوقت عليهم فيه و لكن يفوتهم ان طول الوقت لا يعني المهارة بالضرورة، فكما أنه هناك خبرة جيدة هناك ايضا خبرة سيئة، مثلما اعتاد بعض السائقين على القيادة بدون حزام امان لسنوات طويلة فهذا لا يعني عدم فائدة حزام الامان بل يعني ان هذا السائق لديه خبرة خاطئة في قيادة السيارات

لذا لابد ان نوضح اولا ما المقصود بطريقة استثمار معينة في السوق المالي او سوق الاسهم تحديدا

لكى نطلق على عملية معينة انها طريقة استثمار لابد ان تشتمل و بشكل واضح على عدة امور تتفاوت اهميتهم و لكن لابد من وجودهم

الاول: سعر الدخول او الشراء؛ الثاني: سعر الخروج او البيع؛ الثالث: وقت عملية الاسثمار الكلي؛ الرابع: سعر الاغلاق في حالة فشل العملية او ما يسمى بايقاف الخسارة؛ الخامس: طريقة التعامل مع العوائد الاخرى غير سعر السهم – مثل توزيعات الارباح و مثيلاتها و ذلك في حالة طول وقت او عمر عملية الاستثمار – و ذلك لحساب العائد الكلي من العملية

قد يبدو الامر معقدا و لكنه في الحقيقة في غاية البساطة و ذلك اهم ما في الامر

لابد ان تعلم أنه كلما تم تعقيد الامور و تطوير العمليات حسابيا و الاستعانة بالرسومات البيانية و مؤشرات الرسوم و التحليلات المتعددة كلما جنحت الطرق الاستثمارية و اصبحت بلا فائدة و اصبحت عبارة عن شوشرة على تفكير المستثمر و قراراته و لكن في نفس الوقت ايضا لا يجوز التبسيط الى درجة الاخلال التام بل يجب فقط العودة الى المبادىء الصحيحة و المثبتة النتائج احصائيا

سنعود في مقال قادم بامثلة اخرى و طرق اخرى للاستثمار بآجال مختلفة قصيرة و متوسطة و صغيرة و شرح لبعضها

حصاد الاسبوع رقم 20: استمرار الاسواق في الخسارة و قرار المركزي المصري و افلاس سريلانكا

انتهى الاسبوع العشرون من العام الحالي و مازالت حالة الاضطراب في الاسواق المالية مستمرة بنسب متفاوتة

ففي حالة السوق المصري: خسر مؤشر السوق الرئيسي الثلاثيني -1.2% من قيمته السوقيه بينما لم يخسىر المؤشر السبعيني شيئا و اغلق مثلما افتتح بداية التداول الاسبوعي

مؤشر السوق الثلاثيني
اغلاق الاسبوع العشرين. 10,550.    -1.2%
الاسبوع السابق.             10,679
أبريل.                             11,047
مارس.                           11,238
فبراير.                           11,139
يناير.                             11,490
عام 2021.                   11,949

اعلى سعر في العام الحالي 11,949
اقل سعر في العام الحالي 10,284

المؤشر الثلاثيني

مؤشر السوق السبعيني
اغلاق الاسبوع العشرون.    1,833
الاسبوع السابق.                1,833  
أبريل.                               1,874
مارس.                             1,910
فبراير.                            1,819
يناير.                                2,119
عام 2021.                       2,202
اعلى سعر للعام الحالي.       2,202
اقل سعر للعام الحالي.          1,674

المؤشر السبعيني

و حدث ايضا في السوق المصري ان رفع البنك المركزي المصري الفائدة 2 في المائة و رغم أن هذا القرار كان متوقعا الا انه قد تم تأخيره الى يوم الخميس و لم يتم بطريقة استثنائية مثل باقي البنوك المركزية حول العالم التى استجابت لقرار الفيدرالي و لكن تم تأخير القرار المتوقع في محاولة لتفادي تذبذب في اسعار العملات الاجنبية و الذهب رغم ان هذا التأخير تسبب في تذبذب في اسعار السلع و المنتجات بكافة انواعها في السوق، و جاء الاعلان عن القرار بطريقة احترافية هذه المرة بدلا من المرات السابقة حيث كان يتم التمهيد له اعلاميا و عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتخويف الناس و المستثمرين و حثهم على التخلص من مدخراتهم من العملات الاجنبية و ذلك بسبب توقعهم لفشل هذه الطريقة اذا تم تطبيقها هذه المرة و ايضا لان الفرق في الوقت بين الاجتماعين السابق و الحالي قصيرا

ايضا في هذا الاجتماع و كما توقع العديد من المتعاملون لم يتم اعلان خفض للجنيه المصري و بالتالي لم يتم اصدار شهادات ايداع مخصصة من البنوك الحكومية بعائد اعلى من الشائع في السوق المالى و ذلك لتنويع قرارات الاجتماعات، ففي الاجتماع السابق تم ذلك ثم يتم تخطى الاجتماع الحالى و بعد ذلك يتم تخفيض في الاجتماع القادم و ذلك تحضيرا لما سيعلن عنه الفيدرالي الامريكي في اجتماعاته القادمة و تماشيا معها حتى لا يشكل الاعلان عن ذلك كل مرة صدمة للاسواق ولعدم زيادة سوء اوضاعها الحالية و الوضع القائم يعكس هذه القرارات رغم عدم الاعلان عنها

ايضا كان التصريح الرسمي في الاعلام ان رفع الفائدة يعتبر ضربة قاسمة للتضخم و الذي سببته الحرب الاوكرانية الروسية و ذلك تجميل و تبسيط لواقع الحال، لان السبب الرئيسي للتضخم هو الطباعة المفرطة و الاصدار المستمر للنقد الورقي و الذي يتم بصورة غير مسبوقة في الشهور القريبة، و ايضا الحروب البعيدة لا تسبب التضخم بل تكشف و تعرى سوء ادارة الدول و عدم تخطيطها و تأمينها للمنتجات الزراعية و الحيوانية الهامة و ذلك يتجلى في تعامل الهند و باكستان و اندونيسيا التى كانت تصدر ما يزيد عن احتياجها لهذه المنتجات و لكنها اوقفت ذلك تحوطا لاستمرار الحرب و تكالب المستوردين على احتياطيهم الاستراتيجي من الغذاء

ضربة قوية للتضخم

اما في الاسواق العالمية فقد اعلنت سريلانكا عدم قدرتها على الوفاء بسداد اقساط الدين المطلوبة منها هذا الاسبوع و بالتالي تم اعلان افلاس البلاد وسط حالة غير مسبوقة من التوترات في البلاد و ارتفاع متتالي يومي في اسعار السلع و الخدمات و البترول و قد توقع الاقتصاديون هذا الافلاس و لكنهم يتوقعون للاسف ان يتبع هذا الافلاس العديد من الحالات المشابهة و اولهم تونس و مصر

اعلان افلاس سريلانكا

و استمرت الاسواق الامريكية في الهبوط و تم تسجيل قيعان جديدة للعام الحالى و لم تصمد القيعان السابقة التى تكونت منذ الاسبوع السابق و بذلك يكون الاسبوع هو الاسبوع السابع في تسجيل اسعار اقل عن سابقيه و ذلك في سابقة لم تحدث في تاريخ الاسواق الامريكية القريب

و قد دخل مؤشر اس اند بي رسميا فى حالة السوق الهابط و التى فيها يعتبر اي صعود هو تصحيح عكس الاتجاه العام و ذلك بعكس حالة السوق الصاعد و بذلك يكون قد انضم الى مؤشر الناسداك و الراسل في هذا الاتجاه و هم ينتظرون انضمام مؤشر الداو جونز اليهم في هذا الاتجاه رسيما حيث لم يتعدى قيمة خسارته من القمة السابقة -16% – يجب ان تتعدى 20% حتى نستطيع ان نقول انه في سوق هابط –

مؤشر اس اند بي

اما بالنسبة لمؤشر الدولار الامريكي فسجل اول اسبوع تصحيحي له بعد ستة اسابيع من الصعود المتواصل و ذلك انعكس ايضا على سعر الذهب في تبادل واضح لمكانة الملاذ الامن من قبل المستثمرين، و الذين يعتبرون الكاش او السيولة حاليا اكثر الحالات امانا لاستثماراتهم

الدولار الامريكي
الذهب

اما العملات الرقمية المشفرة فاستمرت ايضا في الخسائر رغم عدم تسجيلها اسعار اقل مما سجلته الاسبوع الماضي

البتكوين

و قد صدر تقرير من بنك اوف امريكا عن اكثر المخاوف التي تقلق المستثمرين حول العالم و مدى تغير اسبابها مع الوقت ، و قد وضح التقرير ان أكبر اسباب هذه المخاوف في الوقت الحالي هى السياسيات النقدية للبنوك المركزية يليها التخوف من كساد عالمي و ذلك بعدما كانت ازمة الوباء هى المسيطرة في الاعوام السابقة

بيع مكثف و خسائر فادحة للأسواق الأمريكية

عاد البيع المكثف في الاسواق الامريكية مجددا اليوم و ذلك بعد اعلانات ارباح سيئة لشركات مبيعات التجزئة الكبرى : تارجت و والمارت حيث توضح او تؤكد دخول البلاد في حالة كساد اقتصادي و تفضيل المتعاملين على الاحتفاظ بالسيولة مما اعاد الدولار الامريكي لادائه القوى امام جميع الاصول الاخرى مثل الذهب و الخام

و ايضا اليوم قرب نهايته مما يوضح استكمال هذا السيناريو لبقية الاسبوع و مما يؤكد و يدعم ان الاسواق في حالة بيير ماركت او سوق هابط و ليس تصحيح

لنرى تطور الاحداث