ماذا بعد رفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة؟ – نظرة احصائية تاريخية

رفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة نصف في المائة و بدون أي مفاجآت و كما هو معتاد فان القرار المتوقع تعكسه أسعار الأسواق سلفا (برايسد ان كما يقولون) و لكن الغير متوقع هو الذي كان سيحدث رجه للأسواق أما القرارت المعكوسة في الأسعار فهى تنظر للقرار التالي ماذا سيكون و تبدأ بعكسه تدريجيا

و باشتداد آثار التضخم على الاقتصاد الأمريكي كان السؤال الملح على باول رئيس البنك الفيدرالي هل سيكون الرفع القادم للفائدة بمقدار ثلاثة أرباع النقطة كما يتوقع المحللون أم سيظل بنفس المنوال

و قد أكد باول على علمه بآثار التضخم (و هذه أول مرة يعترف بذلك كان ينفى الآثار الضخمة التى يكررها الاعلام) وقال انه يتفهمها و لكن الرفع سيكون بمقدار نصف في المائة في المرات القادمة أيضا مع تسهيلات نقدية أخرى و تقليل مخزون السندات لدي البنك

فرغم أن الفائدة ارتفعت الا ان التضخم مازال مرتفعا ايضا و يحوم حول 8.5 في المائة و الفارق بين النسبتين هما الفائدة الحقيقية التي ستجنيها أموالك اذا تركتها في البنك و هيا بالطبع فارق سالب بمعنى انك تخسر المال اذا تركته بدون استثمار أو تنمية

و لذا ستبدأ الاسواق من اليوم التالي لاجتماع الفيدرالي آداءا يوضح ما فهمه المستثمرون من تصريحات باول في المؤتمر الصحفي و ستبدأ في عكس الزيادة المقررة في الاجتماع القادم في الأسعار و لكن المشكلة أن الاسواق عكست بالفعل أكثر من الزيادة التى تم الاعلان عنها توقعا منها أن باول سيفاجىء الجميع بزيادة قدرها 0.75% و لكنه لم يفعل, لذا سيكون تأثير انعكاس الزيادة القادمة ضئيلا على ارتفاع الاسواق

و اذا نظرنا الى الاحصائيات التاريخة لنوضح الصورة و لنرى ماذا حدث قبل ذلك و هل سيتكرر أم لا لابد أن نعرف ان الفيدرالي لم يرفع الفائدة بهذا القدر 0.5 في المائة منذ عشرين عاما تقريبا و بالتحديد في الاجتماع الكئيب الذي حدث في 16 مايو عام 2000 و الذي تلاه بثلاثة أشهر انفجار فقاعة الدوت كوم و الانهيار المهول للشركات التكنولوجية الناشئة و الذي استمر لمدة سنتان و ظلت آثاره تعاني منها الأسواق لمدة أكثر من خمس سنوات

الامر ليس كما يراقب صغار المضاربين سعر السوق لاسهمهم يوم قرار الفيدرالي و يفرحون أو يحزنون بصعود أو هبوط السوق يومها, قد يكون ذلك مفهوما لبعض التقارير الشهرية او الاسبوعية و تقلب السوق الوقتي لكن قرارات البنك الفيدرالي لمواجهة آثار التضخم لا يظهر تأثيرها الا على مدي الوقت التالي لتلك القرارات و تجاوب المستثمرين و البنوك معها و تفهمها و رؤية تأثيرها على اقتصاد الشارع أم انها تحتاج الى مراجعة في الاجتماع القادم

مؤشر الناسداك بداية من مايو 2000

اذا نظرنا تاريخيا لمثل اليوم الحالي نجد أنه في مايو 2000 قام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة نصف في المائة الذي احتفل به المتعاملون في السوق في نفس اليوم و ارتفع السوق 3.4% أي نسبة أكبر مما حدث اليوم

تلا ذلك و لمدة ستة أيام انهيار مفاجىء و خسارة مجتمعة لتلك الأيام تخطت -20% من قيمة السوق مما جعل بعض المتعاملين يرجحون دخول السوق في حالة هبوط و لكنه خالف هذه الرؤية و بدأ في التعافي منها سريعا و قام بتعويض الخسارة و أكثر خلال 3 أشهر بعد هذه الأيام الستة المشهورة و كون قمة و قد كانت

ثم بعد ذلك بدأت أخبار الشركات التكنولوجية الحديثة و أساطير الدوت كوم تتوالى في الأخبار و المنتديات و انقشعت الفقاعة و ظهر للجميع أن ليس كل ما يتم ادراجه من شركات له مقومات النجاح و أن الكثير من هذه الشركات ليست الا مكاتب مستأجرة في وادي السيليكون و لا يوجد بها الا مراهقون مغرورون بالهالة الاعلامية حولهم

و تحققت النبؤة و بدأ السوق الهابط فعليا عندما خسر السوق ربع قيمته و لكنه لم يتوقف عندها و استمر لمدة سنتين و لم يرسم قاعه و يتوقف الا في يوليو 2002 بعد خسارة أكثر من -80% من قيمته أو بمعني أنه لو أنك استثمرت 100 الف دولار في منتصف 2000 انتهى بك الامر بعد سنتان ان كانت تساوي 20 الفا فقط بخلاف القيمة الزمنية لأموالك و التي يفعل التضخم بها ما يفعله دائما

فقاعة الدوت كوم

هذا ما حدث وقتها في الاجتماع السابق المماثل لنفس نسبة الزيادة و نفس حالة التضخم و الذي -ربما- يتكرر لذا من الضروري النظر دائما للاحصائيات بجدية و قراءة تسلسل الأحداث و تشابه الظروف في ارتفاع الاسعار

أسعار الغذاء عند مستوى تاريخي (الغذاء و ليس الذهب أو البترول!)

بنهاية أبريل 22 – مقارنة بين عائد الأسواق المالية منذ بداية العام حتى الآن

العائد بالنسبة منذ بداية العام

بعد نهاية شهر أبريل يوضح تحديث احصائيات الاسواق كم العائد بكل سوق منذ بداية العام حتى الآن مع رؤية كيف كان الآداء أيضا منذ بداية العام حتى نهاية كل شهر مع اضافة عائد 21 و 20 و هم بداية هذا العقد

كما هو واضح بالجدول فان افضل آداء كان لخام البترول و تلاه الذهب و ذلك تأثرا بالاحداث العالمية و تقلبات أخبار الحرب

بينما كان أسوء آداء هي بورصة الناسداك التكنولوجية و ذلك بسبب آخر أسبوع و اعلانات الارباح التى كانت مخيبة للآمال مع انتظارها لاسبوع قادم قاسي بسبب اعلان أرباح أمازون و الذي جاء بعد الاغلاق و كان أشدهم في ادهاش المحللين

ايضا من الملاحظ سعر العملة الرقمية المشفرة البيتكوين ايضا كان آداءه سيئا و ذلك يؤكد العلاقة التبادلية و الارتباط بينه و بين أسواق المال و خاصة الناسداك و هو مما ظهر دائما في تاريخه الحديث

احصائيات البورصة المصرية – الجزء السابع: السبعيني و حدود 52 أسبوع

كما دوننا الملاحظات حول الشركات المكونة للمؤشر الثلاثيني من مفهوم أعلى و أقل سعر حدث خلال 52 أسبوع و تحدثنا حول سلوك الأسهم حول هذه الحدود السعرية

نتكلم اليوم من نفس المفهوم على الشركات المكونة للمؤشر السبعيني و بذلك نكون قد قمنا بتغطية 100 شركة هم أهم الشركات المدرجة في البورصة المصرية و التي تشكل أغلبة قيمة السوق السوقية كلها

شركات المؤشر السبعيني

ترتيب شركات المؤشر السبعيني حسب بٌعدها عن أعلى سعر خلال 52 أسبوع

كما نعلم: يتكون المؤشر من 71 شركة متساوية النسب و لنأخذ أسرع الملاحظات أولا

المؤشر نفسه اخترق أقل سعر له خلال 52 أسبوع

المؤشر نفسه سجل أقل سعر له منذسبتمبر 2020

المؤشر يبعد عن أعلى سعر له خلال 52 أسبوع و هي أيضا قمته التاريخية أو أعلى سعر سجله في تاريخه بنسبة 45% و يحتاج أن تتضاعف نقاطه ليعود لنفس القمة

من أصل 71 شركة: هناك 45 شركة (63% من الشركات) تبعد عن قمتها السنوية بنسبة أكثر من 50% أو بمعنى آخر تحتاج لمضاعفة سعرها الحالي على الأقل لتصل الى تلك القمة

هناك 2 شركة تحتاج الى مضاعفة سعرها الحالى 4 مرات لتصل الى قمتها السنوية

هناك شركة واحدة تحتاج لمضاعفة سعرها الحالي 6 مرات لتصل الى قمتها السنوية التى فقدتها

هناك شركة واحدة تحتاج لمضاعفة سعرها الحالى 10 مرات لتصل الى قمتها السنوية أو أعلى سعر لها في 52 أسبوع

من أصل 71 شركة: هناك 26 شركة (36% من الشركات) قاموا باختراق أقل سعر تم في 52 أسبوع اليوم و سجلوا نفس سعر القاع أو أقل منه

من أصل 71 شركة: هناك فقط 6 شركات قريبة من أعلى سعر خلال 52 أسبوع و تتراوح نسبة المسافة بينهم حول 15% من القمة

أسوء قطاعات المؤشر السبعيني بالترتيب: قطاع العقارات ثم الخدمات المالية غير المصرفية

أفضل قطاعات المؤشر السبعيني بالترتيب: البنوك ثم الموارد الأساسية ثم الأغذية

هذه بعض الملاحظات السريعة على مجمل الشركات المكونة للمؤشر و لكن اذا نظرنا لأفضل و أسوء الشركات في الآداء نجد التالي

أقرب شركة لقمتها السنوية التى حدثت خلال 52 أسبوع هي بنك فيصل الإسلامي المدرج بالدولار الأمريكي حيث يبعد عن هذه القمة باثنان سنت فقط أو بنسبة 3% و هى بالمناسبة أعلى سعر في تاريخ السهم منذ ادراجه في السوق و الذي سجله أيضا قريبا في الشهر الماضي

تليه شركة المالية و الصناعية المصرية التي تبعد عن قمتها السنوية 4.6% فقط رغم أنها من الشركات التي لم تتعافى و تعود لأعلى سعر في تاريخها منذ انهيارات الأزمة العالمية في 2008 و تبعد عن قمتها التاريخية 66% و التي لم ترها منذ يونيو 2008 حتى الآن

ثم شركة الدخيلة للصلب التي تحتاج الى زيادة في سعرها الحالي 6% فقط لتخترق قمة ال52 أسبوع ثم يكون طريقها مفتوحا الى قمتها التاريخية حول الف جنيه و التي سجلتها في فبراير 2019

تأتي بعد ذلك عبورلاند من قطاع الأغذية و المشروبات و تبعد عن قمتها السنوية 12.4% و تحتاج زيادة في السعر الحالي قريبة من هذه النسبة و هي أيضا قريبة من قمتها التاريخية التي سجلتها في 2018

و بالطبع يأتي بنك فيصل المدرج بالجنيه المصري في القائمة و كما هو الحال في ادراجه الدولاري فإن قمته السنوية نفس قمته التاريخية مما يعزز من قوة هذا المستوى السعري

أقرب الأسهم لمستوياتها التاريخية من شركات المؤشر السبعيني

و اذا نظرنا من أسفل القائمة السابقة لجميع الشركات سنجد ترتيب الأسوء في الآداء على رأسهم شركة الإسماعيلية الجديدة من قطاع العقارات صاحب أسوء آداء سنوي و ربع أول للسنة الحالية أيضا و السهم يبعد عن قاعه السنوي بستة قروش فقط و لكنه يحتاج لمضاعفة السعر الحالى اكثر من 10 مرات للوصول الى قمته السنوية فقط و هى بالمناسبة أعلى سعر حققه السهم في تاريخه القصير أيضا منذ ادراجه

تليه في القائمة شركة زهراء المعادي من نفس قطاع العقارات و هي تحتاج لمضاعفة سعرها الحالى 6 مرات للتعافي من قمتها السنوية و هى ايضا اعلى سعر في تاريخ السهم و هى ملاحظة هامة و مستوى سعري يستحق التأمل

ثم بعد ذلك تأتي من قطاع المقاولات الشقيق شركة ليفت سلاب التي اخترقت القاع السنوي أو أقل سعر تم في 52 أسبوع و تعتبر أيضا قريبة جدا لاقل سعر سجلته في تاريخها منذ الادراج

هذه بعض الملاحظات التي نراها للاسهم حول الحدود السعرية لفترة 52 أسبوع سابقة لاهمية هذه الحدود و نرفق أيضا حالة الأسهم حول حدودها السعرية التاريخية منذ الادراج و توقيت تحقيق أعلى و أقل سعر في تاريخ الأسهم و حالة السعر الحالى من أعلى قمة تمت في تاريخ تلك الأسهم فهى توضح الكثير من الأمور خاصة اذا قرنت بالقائمة السابقة

ترتيب لشركات المؤشر السبعيني حسب مكان السعر الحالي من أعلى سعر في تاريخ هذه الشركات