يوم سىء للاسواق الامريكية و خاصا بورصة الناسداك و يوم اسود للعملات الرقمية المشفرة و ذلك بعد بيانات اسعار المستهلكين و التي توضح تأثير التضخم – مؤشر من ضمن مؤشرين يتم بهما قياس التضخم على الاسعار و الثاني هو مؤشر اسعار المنتجين.
مؤشرات الاسواق الامريكيه
و قد سجلت احد العملات الرقمية الحديثة – لونا كوين – خسارة اليوم بلغت 95% و ذلك في يوم واحد فقط و كانت اخبار خسائر حاملوها مؤلمة جدا عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا بين الاخوة العرب، حيث سجل احدهم خسارة بلغت مليون و سبعمائة الف دولار و ذلك بنهاية اليوم
العملات الرقمية المشفرةلونا كوين
كما خسرت اسهم شركات اسواق العملات الرقمية و على رأسها سهم سوق كوين بيز الشهير و انهار و خسر 80 في المائة من قيمته بعد تقارير و تصريحات خاصة بعملات العملاء لديها و ايضاحهم انه في حالة اشهار الشركة لافلاسها سيتم تجميد عملات العملاء لديها من قبل الحكومات و ذلك لتغطية مطالبات الدائنين و ذلك يوضح عدم حماية عملات و محافظ العملاء و بدأ الحديث عن المحافظ الباردة الغير متصلة بالسوق و افضليتها
سهم سوق كوين بيزالبيان الصادر من الشركة و به توضيح استخدام محافظ العملاء كرهن في حالة اشهار الافلاس
يوم حافل و صعب على المستثمرين الحاملين للاصول و يبدو ان هذا مسلك باقي الاسبوع و لكنه ايضا اسبوع مربح للبائعين خاصة على المكشوف و الذين كانوا يتوقعون هذا الانهيار من مدة قريبة
مؤشر اسعار المستهلكينبداية مشابهة لكارثة الدوت كوم في 2000
لمتابعة مقارنة خطوات السوق اليومية بازمة عام 2000 في مقال سابق هنا
رفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة نصف في المائة و بدون أي مفاجآت و كما هو معتاد فان القرار المتوقع تعكسه أسعار الأسواق سلفا (برايسد ان كما يقولون) و لكن الغير متوقع هو الذي كان سيحدث رجه للأسواق أما القرارت المعكوسة في الأسعار فهى تنظر للقرار التالي ماذا سيكون و تبدأ بعكسه تدريجيا
و باشتداد آثار التضخم على الاقتصاد الأمريكي كان السؤال الملح على باول رئيس البنك الفيدرالي هل سيكون الرفع القادم للفائدة بمقدار ثلاثة أرباع النقطة كما يتوقع المحللون أم سيظل بنفس المنوال
و قد أكد باول على علمه بآثار التضخم (و هذه أول مرة يعترف بذلك كان ينفى الآثار الضخمة التى يكررها الاعلام) وقال انه يتفهمها و لكن الرفع سيكون بمقدار نصف في المائة في المرات القادمة أيضا مع تسهيلات نقدية أخرى و تقليل مخزون السندات لدي البنك
فرغم أن الفائدة ارتفعت الا ان التضخم مازال مرتفعا ايضا و يحوم حول 8.5 في المائة و الفارق بين النسبتين هما الفائدة الحقيقية التي ستجنيها أموالك اذا تركتها في البنك و هيا بالطبع فارق سالب بمعنى انك تخسر المال اذا تركته بدون استثمار أو تنمية
و لذا ستبدأ الاسواق من اليوم التالي لاجتماع الفيدرالي آداءا يوضح ما فهمه المستثمرون من تصريحات باول في المؤتمر الصحفي و ستبدأ في عكس الزيادة المقررة في الاجتماع القادم في الأسعار و لكن المشكلة أن الاسواق عكست بالفعل أكثر من الزيادة التى تم الاعلان عنها توقعا منها أن باول سيفاجىء الجميع بزيادة قدرها 0.75% و لكنه لم يفعل, لذا سيكون تأثير انعكاس الزيادة القادمة ضئيلا على ارتفاع الاسواق
و اذا نظرنا الى الاحصائيات التاريخة لنوضح الصورة و لنرى ماذا حدث قبل ذلك و هل سيتكرر أم لا لابد أن نعرف ان الفيدرالي لم يرفع الفائدة بهذا القدر 0.5 في المائة منذ عشرين عاما تقريبا و بالتحديد في الاجتماع الكئيب الذي حدث في 16 مايو عام 2000 و الذي تلاه بثلاثة أشهر انفجار فقاعة الدوت كوم و الانهيار المهول للشركات التكنولوجية الناشئة و الذي استمر لمدة سنتان و ظلت آثاره تعاني منها الأسواق لمدة أكثر من خمس سنوات
الامر ليس كما يراقب صغار المضاربين سعر السوق لاسهمهم يوم قرار الفيدرالي و يفرحون أو يحزنون بصعود أو هبوط السوق يومها, قد يكون ذلك مفهوما لبعض التقارير الشهرية او الاسبوعية و تقلب السوق الوقتي لكن قرارات البنك الفيدرالي لمواجهة آثار التضخم لا يظهر تأثيرها الا على مدي الوقت التالي لتلك القرارات و تجاوب المستثمرين و البنوك معها و تفهمها و رؤية تأثيرها على اقتصاد الشارع أم انها تحتاج الى مراجعة في الاجتماع القادم
مؤشر الناسداك بداية من مايو 2000
اذا نظرنا تاريخيا لمثل اليوم الحالي نجد أنه في مايو 2000 قام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة نصف في المائة الذي احتفل به المتعاملون في السوق في نفس اليوم و ارتفع السوق 3.4% أي نسبة أكبر مما حدث اليوم
تلا ذلك و لمدة ستة أيام انهيار مفاجىء و خسارة مجتمعة لتلك الأيام تخطت -20% من قيمة السوق مما جعل بعض المتعاملين يرجحون دخول السوق في حالة هبوط و لكنه خالف هذه الرؤية و بدأ في التعافي منها سريعا و قام بتعويض الخسارة و أكثر خلال 3 أشهر بعد هذه الأيام الستة المشهورة و كون قمة و قد كانت
ثم بعد ذلك بدأت أخبار الشركات التكنولوجية الحديثة و أساطير الدوت كوم تتوالى في الأخبار و المنتديات و انقشعت الفقاعة و ظهر للجميع أن ليس كل ما يتم ادراجه من شركات له مقومات النجاح و أن الكثير من هذه الشركات ليست الا مكاتب مستأجرة في وادي السيليكون و لا يوجد بها الا مراهقون مغرورون بالهالة الاعلامية حولهم
و تحققت النبؤة و بدأ السوق الهابط فعليا عندما خسر السوق ربع قيمته و لكنه لم يتوقف عندها و استمر لمدة سنتين و لم يرسم قاعه و يتوقف الا في يوليو 2002 بعد خسارة أكثر من -80% من قيمته أو بمعني أنه لو أنك استثمرت 100 الف دولار في منتصف 2000 انتهى بك الامر بعد سنتان ان كانت تساوي 20 الفا فقط بخلاف القيمة الزمنية لأموالك و التي يفعل التضخم بها ما يفعله دائما
فقاعة الدوت كوم
هذا ما حدث وقتها في الاجتماع السابق المماثل لنفس نسبة الزيادة و نفس حالة التضخم و الذي -ربما- يتكرر لذا من الضروري النظر دائما للاحصائيات بجدية و قراءة تسلسل الأحداث و تشابه الظروف في ارتفاع الاسعار
أسعار الغذاء عند مستوى تاريخي (الغذاء و ليس الذهب أو البترول!)