نظرة على آداء السوق في شهور يونيو السابقة


اذا القينا نظرة عما حدث في تاريخ السوق المصري من خلال مؤشريه و ذلك برؤية آداءهم في شهور يونيو السابقة في محاولة لرسم ملامح الشهر الحالي و نحن ما نزال في بدايته

و نبدأ الحديث على المؤشر الثلاثيني

اداء السوق الشهري



هناك 24 شهر يونيو في تاريخ السوق منذ بداية اعادة احيائه

كان متوسط العائد بهم جميعا هو عائد خاسر بنسبة -2.33% و كان اكبرهم ربحا بعائد 12.57% و اكبرهم في الخسارة -12.84%

و بالعدد سنحد انه من اجمالي 24 شهر يونيو هناك 15 شهرا خاسرا منهم و 9 رابحين حيث جاء يونيو غالبا تابعا لشهر مايو في الاداء او يمكن ان نقول مكمل لما بدأه السوق في مايو خاصا اذا تجاوز مايو في نسبة الخسارة و كانت كبيرة فان يونيو كان يتبعه دائما في حالة التجاوز

أما المؤشر السبعيني فهناك 15 شهور يونيو في تاريخه و كان متوسط العائد بهم خاسرا ايضا بنسبة -1.46% و اكبرهم في الخسارة -20.96% و اكبرهم ربحا 25.11%

و اذا القينا نظرة من حيث عدد الشهور الخاسرة و الرايحة سنجد من ضمن اجمالي 15 شهرا هناك 9 سجلوا خسارة و 6 سجلوا ربحا

ماذا لو استثمرت 100 الف جنيه في السوق منذ 10 سنوات؟ – الجزء الأول

السوق: البورصة المصرية
القطاع: البنوك
السهم: البنك التجاري الدولي
وقت الدخول: أول أبريل 2012
وقت الخروج: أول أبريل 2022
القيمة في بداية الاستثمار: 100,000 جنيه
القيمة في نهاية الاستثمار: 1,213,158 جنيه
العائد السنوي التراكمي: 28%
التعامل مع العوائد الاخرى: DRIP

نحاول هنا ان نلقى نظرة على الاستثمار و المضاربة في الاسواق المالية بشكل عام و في السوق المصري بشكل خاص

تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي نظرة متشائمة شعبوية عن الاستثمار في السوق المصري و عدم فائدته و انه بدون أي عائد

بل لا يستبعد بعض المعلقون عن وصف عملية الاستثمار او المضاربة بأنها احد أشكال النصب على الناس مثل قضايا توظيف الأموال خارج الاطار الرسمي او ما يطلق عليها قضايا المستريح و التي ظهرت في الاعلام مؤخرا و بشكل مكثف يثير الريبة

لكن اذا نحينا نظرية المؤامرة جانبا و نظرنا الى عملية الاستثمار نظرة محايدة سيتضح لدينا الكثير من النقاط الهامة

اذا نحينا جميع نظريات المؤامرة و المواقف السياسية المعارضة و المؤيدة و اذا اعتبرنا مجازا صحة كل هذه التقديرات والنظريات و اعتبرنا ايضا أن هناك سوء ادارة للسوق المصري و تخبط في القرارات المالية والنقدية و اعتمدنا صحة كل هذه المقولات

فانه رغم كل ذلك تظل عملية الاستثمار ذو عائد جيد و مربح و يفوق في عائده شهادات الاستثمار في البنوك و يفوق العديد من اشكال الاستثمار و التجارة و إقامة المشاريع الاخرى و سوف نثبت ذلك بالامثلة و ليس نظريا فقط؛ و هى أمثلة حية ايضا و ليس اختبار لطرق معينة للاستثمار و يمكن بسهولة اثباتها للناس؛ و حية بمعنى انها عمليات تمت بالفعل في محافظ أشخاص مصريين و في السوق المصري

اود ايضاح ان هذه ليس دعوة او اعلان عن اي شىء يخص نجاح طريقة استثمار معينة او افضليتها كذلك ليست دعوة اشتراك في اي شىء لتوظيف او ادارة او اى شىء من هذا القبيل؛ بل هى دعوة لنظرة مغايرة عن السائد و محايدة و عقلانية و ناضجة بحيث لا تعتبر بأي شىء سوى استثمار و نمو الاصول و الاموال

و سنتعرض للعديد من الطرق الاستثمارية في الاسواق المالية ايضا و ليس لطريقة بعينها لنؤكد ما نود قوله عن فوائد الاستثمار في الاسواق و انه ليس عبثيا و سيكون ذلك على حلقات لانه لا يتسع كله في مقال واحد

و لكن اولا لكي نذيل اللبس و نوضح بعض المفاهيم و عدم اختلاط الامر مع حديثي العهد بالاسواق المالية – يعتقد البعض انهم ذوي خبرة في مجال معين بمجرد مرور الوقت عليهم فيه و لكن يفوتهم ان طول الوقت لا يعني المهارة بالضرورة، فكما أنه هناك خبرة جيدة هناك ايضا خبرة سيئة، مثلما اعتاد بعض السائقين على القيادة بدون حزام امان لسنوات طويلة فهذا لا يعني عدم فائدة حزام الامان بل يعني ان هذا السائق لديه خبرة خاطئة في قيادة السيارات

لذا لابد ان نوضح اولا ما المقصود بطريقة استثمار معينة في السوق المالي او سوق الاسهم تحديدا

لكى نطلق على عملية معينة انها طريقة استثمار لابد ان تشتمل و بشكل واضح على عدة امور تتفاوت اهميتهم و لكن لابد من وجودهم

الاول: سعر الدخول او الشراء؛ الثاني: سعر الخروج او البيع؛ الثالث: وقت عملية الاسثمار الكلي؛ الرابع: سعر الاغلاق في حالة فشل العملية او ما يسمى بايقاف الخسارة؛ الخامس: طريقة التعامل مع العوائد الاخرى غير سعر السهم – مثل توزيعات الارباح و مثيلاتها و ذلك في حالة طول وقت او عمر عملية الاستثمار – و ذلك لحساب العائد الكلي من العملية

قد يبدو الامر معقدا و لكنه في الحقيقة في غاية البساطة و ذلك اهم ما في الامر

لابد ان تعلم أنه كلما تم تعقيد الامور و تطوير العمليات حسابيا و الاستعانة بالرسومات البيانية و مؤشرات الرسوم و التحليلات المتعددة كلما جنحت الطرق الاستثمارية و اصبحت بلا فائدة و اصبحت عبارة عن شوشرة على تفكير المستثمر و قراراته و لكن في نفس الوقت ايضا لا يجوز التبسيط الى درجة الاخلال التام بل يجب فقط العودة الى المبادىء الصحيحة و المثبتة النتائج احصائيا

سنعود في مقال قادم بامثلة اخرى و طرق اخرى للاستثمار بآجال مختلفة قصيرة و متوسطة و صغيرة و شرح لبعضها

من هو عدوك اللدود؟

بعض الامور تحتاج الى اختيار عدو قبل بدايتها حتى و ان لم يظهر ان هناك اعداء او منافسين

و لابد ايضا ان يكون اختيارا صحيحا

نعم عندما لا يكون هناك عدو ظاهر يتحتم عليك ان تختار واحدا

تحديد و اختيار العدو الصحيح يجدد و يصلح من طريقتك في التعامل مع الامور و يرفع سقف طموحاتك و تطلعاتك و يقوي عملية التركيز و يحفزك دائما على انجاز المهام

هذا شىء تم اثباته كثيرا في حياة الناس

و لكن المشكلة الكبيرة لابد ان يكون اختيارا صحيحا فقد قيل قديما : اختيارك لعدوك هو اختيارا لمستقبلك

على سبيل الامثلة الحية: فان دولة مثل الصين حددت عدوها انه الفقر و البطالة و ليس الزيادة السكانية فانتهى بها الامر ان تحولت مشكلتها في زيادة السكان المهولة الى احد الحلول و اصبحت ثاني دولة بعد الولايات المتحدة في تصدير كل شىء سواء موادا اوليه او مصنعة بينما دولة اخرى مثل بنجلاديش لا ترى عدوها اللدود الا الزيادة السكانية و تحاربها بكل السبل و بالطبع ترى نتيجة ذلك

و الطالب الذي اختار و حدد عدوه بأنه الفشل و الرسوب و يرى كل اقرانه منافسين له على الدرجات ينتهى به الحال ناجحا و متفوقا على جميع اقرانه، بينما الطالب الذي يفشل في اختيار هذا العدو تراه متخبطا مرة بصعوبة الامتحان و اخرى بضعف المدرسين و احيانا بعدم ملائمة الاجواء المحيطة للمذاكرة و التحصيل

انت من تختار عدوك و تحدده، فاحرص على الاختيار الصحيح لانه اختيار هام و يتوقف عليه نجاحك و فشلك

و الفشل في اختيار العدو و المنافس يحولك الى مساعدا لذلك العدو و مقوي لجبهته ضدك و تحولك الى عدوا لنفسك!

اختيار العدو و تحديده بدقه هو المقياس و هو الفرق بين النجاح و الفشل، بين الانجاز و التأخر في الحياة

و في عالم الاستثمار و اسواق المال مثلا

ترى المضارب الناجح يحدد عدوه اللدود بانه: خسارة رأس ماله

و لذا فان كل خطواته يخطوها و هذا العدو ماثل في رأسه، متجسد امامه، يراه مثلما يرى الناس حوله

ياخذ قرارته بناءا على تحركات هذا العدو و الغريم و لا يجعل لغريمه عليه سلطه و لا يعطيه من ماله اي شىء، يشتري و يبيع و يغلق عملياته بهذا المفهوم

اما المضارب الخاسر الذي لم يحدد عدوه بطريقة صحيحة او لم يحدده من الاساس تراه متخبطا

احيانا يكون عدوه الاخبار المنشورة ثم يتحول الى الحالة الاقتصادية للبلاد و العالم كله

و احيانا اخرى يلعن المسؤولين عن السوق المالي

ثم يتغير الى صب اللعنات على زملائه الذين يبيعون سهمه

و احيانا اخرى يحكى عن عدو غير مرئي يسميه صانع السوق او الميكر، و يراه شخص شرير تتلخص مهمته في سرقة الناس و خداعهم

هكذا المضارب و المستثمر الخاسر كل قراراته خاطئة و مشوشة نتيجة لعدم اختياره الصحيح لعدوه

و بالتالي تحول الى قوة في جبهة عدوه ضد نفسه و عدوا لنفسه بالتبعية

و تحولت كل خطواته الى تدمير لمحفظته و اضاعة لموارده و امواله و وقته!

هل تعرف شخص مثل ذلك؟ هل قابلت احدهم؟