ماذا تفعل لتصحيح الوضع الحالي؟

الحالة النفسية اثناء فترات الهبوط

لا يمكن تصحيح الوضع الحالي بدون النظر اليه نظرة محايدة و رؤيته بشكل واضح ثم البدء في خطوات تحسين هذا الوضع

لا يمكنك فعل شىء بخصوص تحسين الاوضاع و انت لا تراها على حقيقتها و بوضوح

شكل الاشياء و حقيقتها يختلف من شخص لاخر لاختلاف طريقة النظر و طريقة الرؤية

فالشخص الذي حبس امواله في سهم هابط لا ينظر الى السهم و الى السوق نفس نظرة الشخص الذي لم يحبس امواله في السوق
مع ان السوق واحد و الاسهم واحدة و الاسعار تبث لحظيا لكلا منهم بدون اي اختلاف

لكن النظرة مختلفة تماما

احيانا تخدعك عينيك و تريك اشياءا ليس لها وجود
او تجمل و تزين ليك شىء او شخص ليس به اي جمال او زينة
و قديما قالوا مرآة الحب عمياء

الشخص المحبوس في سهم و يحب ان يعود سعره لسعر الدخول و الشراء و تعويض امواله

اصبح يحب هذا السهم و يرى فيه ما ليس فيه على الحقيقة
و يفكر: سهمك هو مؤشرك / مؤشرك يهبط يوميا!
و ان السوق صاعد / السوق يسجل خساير يومية!
و ان الشركه تمتلك اصولا جيدة و اراضي / هل امتلكتها حديثا حيث ستعزز من سعر السهم ام انها تملكها و سهمها يهبط يوميا!
سيرتد السوق من هنا/ هل اطلعت على الغيب!
هذه النهاية و لا مجال للنزول اكثر من ذلك / لا وجود لما يسمى ارضية او سقف لاسعار الاسهم تاريخيا!
لا احد يبيع على هذه الاسعار/ يوجد مشترى و بائع عند كل سعر و الا فما هبط السعر و تم التنفيذ!

و يحارب اعداء وهميين من نتاج مخيلته
احترس من الميكر ؛ عمران ؛ عامر؛ السيسي ؛ الاعلاميين ؛ صانع السوق ؛ جيمات ؛ عبداللطيف ؛ احمد بكر ؛ و و و

و للاسف لا يضر الا نفسه بهذه التخيلات
لا وجود لهؤلاء الاعداء و لا وجود للاشرار الذين يريدون الضرر بك

لا يوجد من يضرك سوى نفسك
انت صاحب قرار الشراء و صاحب قرار البيع

ايضا الاعتراف بحقيقة الوضع الحالي لا يعتبر استسلام و انسحاب و نزول عن الرأي كما يعتقد البعض

هذا يسمى العناد
و هو يصل بصاحبه الى كارثة
كارثة كبيرة لمجرد الاعتداد برأي خاطىء و عدم استسلام لحقيقة الامور

و سبب ذلك في الاساس هو عدم النظر الى الاشياء و الاسهم بطريقة محايدة

اذا اردت انصاف نفسك حاول ان تنسى ان هذا السهم ملكك و انت تنظر الى سعره و تخيل انك خارج السوق و اسأل نفسك هل كنت ستشتريه ام لا

و ذلك ما يفعله كل من يريد النظر الى أى شىء بموضوعية
هذا ما يحكيه كل من اشهر اسلامه
لم يحدث الا النظر الى الكتاب بموضوعية و نسيان الموقف الحالي

في حديث مع وليام ايخارديت مع احد اصدقائه الذي كان يقول ان المضاربة و الاستثمار مجال سهل يستطيع اي شخص القيام به اذا علمناه ماذا يفعل
لكن وليام ايخارديت أجابه انه يستطيع ان ينشر طريقة عمله و خطواتها السهلة في الصحف و يمكن اي شخص يستطيع قراءتها ان يفعل ما يفعله بدون اي اختلاف و لكن للاسف ستكون النتيجة مخيبة للامال

لانه ليست المشكلة في طريقة العمل بل المشكلة فيمن يطبق هذه الطريقة و شخصيته

انه ليس بالمجال السهل لانه ليس مثل غيره مجموعة من المهارات التى تستطيع اكتسابها بعد فترة تدريب

يجب قبل اي شىء ان تتعلم كيفية التحكم في نفسك و في عواطفك و تصبح متزنا تماما امام كل المواقف

و بالطبع تصبح ذو رؤية و نظرة صافية ترى الاشياء على حقيقتها و على طبيعتها بدون اي تزييف او تزيين او تجميل

ماذا بعد القرار التاريخي الفيدرالي و تأثيره على المستثمرين و على رجل الشارع

قام مسؤولي الفيدرالي الامريكي برفع الفائدة بمقدار 0.75% يوم الاربعاء الماضي
و كان هذا المقدار من الرفع هو الاكبر منذ نوفمبر 1994
ايضا هذا القرار هو الثالث من نوعه خلال العام الحالي 2022 و مقدار الرفع هو الاكبر في الثلاث

و جاء في التصريح ان القرار احد ادوات مواجهة التضخم الحالي و ان هذا التضخم كان سببه مشاكل الموردين و الحرب الاوكرانية و اجراءات الصين الحالية في مواجهتها لاحد موجات فيروس كورونا

و اعترف باول بخطورة التضخم الحالي و تأثيره على الاسواق و لكنه ايضا اكد انه لا يوجد حل لمواجهته بدون الوقوع في مشكلة الركود و التي يمكن ان تمتد الى نهاية السنة القادمة و ان هذه المشكلة خارج نطاق ارادته و امكانياته

أكد ايضا على موضوع الركود العديد من الاقتصاديين و العديد من البنوك الكبرى و اطلقوا العديد من التحذيرات و التقارير

لنفهم القرار لابد ان نعود الى الاساسيات لانعاش ذاكرتنا جميعا
لماذا يقوم الفيدرالي و تلجأ البنوك المركزية الى رفع الفائدة عموما؟

يتحكم البنك الفيدرالي و اخوانه من البنوك المركزية حول العالم في تحديد نسبة الفائدة على الاقراض في بلدانها و هذه الفائدة ليست ما يدفعه الشخص العادي اذا اقترض و لكنها نسبة تخص باقي البنوك في دولة الفيدرالي و هى ما سوف تدفعه البنوك من فائدة على الاموال التي تحصل عليها و تقترضها يوميا من الفيدرالي نفسه

و رغم ان هذه الفائدة ليست ما يدفعه الشخص العادي على قروضه الا ان البنوك التي تدفع هذه الفائدة و تقرض باقي المواطنين تقوم بالتبعية برفع الفائدة على قروض و تسهيلات المواطنين بعد هذا القرار و غالبا بقيم اعلى من قيمة رفع الفيدرالي

و لهذا فانه برفع الفيدرالي للفائدة فانه بذلك يزيد من تكلفة القروض و التسهيلات على المستهلك العادي و على الشركات العاملة في الاسواق

و بذلك فانه يحجم و يثبط من قدرة المواطنين على الانفاق و شراء المنتجات و بالتالي يقل الطلب على هذه المنتجات و بالتالي تقل و تهبط اسعارها بالتبعية

و بهذا تكون رفع نسبة الفائدة على الاقراض هى احد – و ليست كل – ادوات البنوك المركزية في مواجهة التضخم و تحجيمه و العودة به الى المستهدف و هو في حالة الولايات المتحدة 2%

و لكن هذه الاداة تأتي احيانا بآثار جانبية غير مستحبة مثل زيادة البطالة بين الناس و حالة ركود في الاسواق

ايضا في الايام الحالية التى نعيشها سيشعر الناس بالتأثير السىء على الجانبين لان نتيجة رفع الفائدة في خفض التضخم ليست سريعة

لذا فأثناء تضرر المستهلك من ارتفاع الاسعار الحالي في المنتجات و التي سببها التضخم فانه على الجانب الاخر سيتضرر ايضا من زيادة تكلفة الاقتراض اذا لجأ الي شراء هذه المنتجات بالتقسيط او لجأ الى تمويل لشراء عقار او سيارة أو استخدم بطاقة المشتريات في احد العمليات – وصلت الفائدة على بطاقات المشتريات في الولايات المتحدة حاليا 16.4% قابلة للزيادة

لذا سيكون الضرر الحالي اكبر و اعمق حتى تبدأ الاسعار المتضخمة في الاستجابة و تهبط و ذلك لن يحدث في يوم و ليلة بل سيمتد للشهور المقبلة و ايضا معرضة للتفاقم تحت اي اخبار مفاجئة مثل الحرب الأوكرانية مثلا

هناك بالطبع جانب ايجابي لرفع الفائدة و هو ارتفاع نسبة الفائدة على الايداع – ليس بنفس النسبة و لكنها ترتفع على اي حال – و هذا الجانب لن يستفيد منه الا اصحاب المدخرات الكبيرة و ايضا الذين يستطيعون تعليق هذه المدخرات لفترات كبيرة تمتد لثلاث سنوات او خمس سنوات في شهادة ايداع

و بالرغم من هذا الجانب الايجابي فان له ايضا اثرا سلبيا جانبيا و هو تأثير التضخم على هذه المخدرات المعلقة فترة كبيرة من الوقت سيكون كبيرا ايضا

بعد ذلك ما تأثير هذا القرار على البورصة و اسواق المال؟

كان تأثير القرار يوم الاربعاء على الاسواق استجابة جيدة و ارتفعت الاسواق احتفالا حتى انقشع غبار الاخبار

و بعدما تمت القراءة المتأنية للتصريحات الصحفية فوجىء المتداولون بأن باول أشار الى امكانية الرفع بنفس القيمة في الاجتماع القادم و لكن تحت تطور الظروف السياسية و الاقتصادية

و ذلك يعتبر ليس تأكيدا على الرفع و لكنه تركها مفتوحة للظروف بمعنى أن هناك امكانية ايضا لعدم الرفع او الرفع بمقدار ربع او نصف في المائة

و هكذا كانت الصدمة التى ترجمت في الاسواق يومي الخميس و الجمعة الي البيع و الهبوط المكثف للاصول

و استمرت الاسواق في اتجاهها الهابط بعد صعود الاربعاء الاحتفالي

و هذا ما يوضح وجهة الاسواق خلال الفترة المقبلة عموما و لهذا وجب الحذر لانه يبدو ان الطريق لاسفل مازال طويلا نسبيا و لا تلوح نهاية في الافق حتى الان

ملاحظات الاسبوع رقم 24 للعام الحالي 2022 في البورصة المصرية

نبدأ في الحديث عن السوق من خلال مؤشره الثلاثيني

بعد الاسبوع رقم 23 السابق و الذي فاتنا التعليق عليه نظرا لصعوبة المتابعة الدائمة في وسط الاجازة الصيفية و على ساحل البحر

و لكن على كل حال كان الاسبوع السابق رقم 23 اسبوعا تصحيحيا نموذجي كما اخبرتنا احصائيات السوق التاريخية في مقالات سابقة فكانت دورة السوق خلال الفترات الهابطة عبارة عن اربعة اسابيع هايكة تتخللها اسبوعا صاعدا ثم يليه اربعة اخرى و هكذا الا في حالات قليلة جدا او عندما يبدأ في عكس اتجاهه الهابط كليا

و سجل السوق في الاسبوع السابق صعودا قدره 2.28% و كانت ايامه الخمسة عبارة عن يوما هابطا و يومين صاعدين و يومين بدون تغيير
و رغم انه كان اسبوعا صاعدا الا انه لم يستطيع ان يصعد فوق اعلى سعر للاسبوع الأسبق و بذلك تكون قمته هي القمة الخامسة الهابطة في هذا التوالي الاسبوعي الهابط و هو توالي نموذجي لسوق هابط بالاساس

اما الاسبوع الحالي رقم 24 فقد بدأ تداولاته و لم يلتفت و استمر في الهبوط لمدة خمسة ايام كاملة و اغلق عند اقل سعر سجله فكانت خمسة ايام هابطة و كان سعر الافتتاح يعتبر اعلى سعر للاسبوع و سعر الاغلاق يعتبر اقل سعر للاسبوع
ايضا خلال يومه الثالث بدأ في تسجيل قيعان جديدة للعام ككل و اخذ يتدلى القاع السنوي يوميا حتى انتهي الاسبوع و كان اقل سعر له هو القاع السنوي الجديد عند 9,857
و اذا كنت متابعا للمقالات السابقة ستعلم اننا قريبا من قاع عام 2021 باقل من مائة نقطة و يليه قاع 2020 او ما يسمى قاع الكورونا عند 8,114

هذا بالنسبة للمؤشر الثلاثيني

اما اذا نظرنا الى السوق من خلال مؤشره السبعيني فسنجد انه لم يسجل اي تغيير في هذا الاسبوع رقم 24 للعام 2022 و جاء سعر بداية التداول مقاربا لسعر الاغلاق الاسبوعي

و لكنه ايضا استطاع ان يسجل قمة اعلى من قمة الاسبوع السابق بعشرين نقطة رغم ضيق مدى التداول خلال الاسبوع كله فكانت حركة المؤشر الكليه حول اربعين نقطة فقط و هى الحركة بين قمة الاسبوع عند 1,879 و قاعه 1,837
و لذا يجب مراقبه حدود هذا الاسبوع في الايام القادمة لان هذه الاسابيع الضيقة المدى تعتبر دائما فرص معتبره اذا تخطى المؤشر احد هذه الحدود صعودا او هبوطا فغالبا ما تكون الحركة السعرية بعد هذا التخطي عبارة عن فوران سعري في نفس اتجاه التخطي سواء كان صعودا او هبوطا

و كانت ايام الاسبوع الخمسة عبارة عن يومين صاعدين و ثلاثة ايام هابطة مما يعكس الحركة المتفاوتة للشركات المكونة له حيث صعد البعض منهم خلال الاسبوع و هبط البعض الاخر و لهذا جاء اداء المؤشر يعكس هذا التفاوت بامتياز

و كما سجل المؤشر قمة اسبوعية جديدة فهو ايضا سجل قمة شهرية جديدة لشهر يونيو وحده و لكنه لم يتعد قمة مايو السابق له حيث مازالت عند 1,891

ايضا مازال قاع المؤشر السنوي صامدا و بعيدا عند 1,674

اما الاسبوع نفسه عالميا فكان اسبوعا ممتلىء بالاحداث و القرارات الحكومية و التغيير في السياسيات النقدية الحالية و القادمة للعديد من الدول و هى نشرت بكثافة في مواقع و صفحات الاخبار و كان اهما بالطبع تجاوب باول اخيرا مع تمنيات المستثمرين و تم رفع الفائدة بثلاثة ارباع نقطة مئوية و تلاه خلال الاسبوع قرارت بنك انجلترا المركزي و بنك اليابان و كانت المفاجأة بنك سويسرا الذي خالف التوقعات و رفع الفائدة لاول مرة منذ اكثر من 15 عاما مما يوضح سوء الحالة التضخمية العالمية و تأثيرها على قرارات السياسيين

كانت هذه ملاحظات سريعة عن هذا الاسبوع المنقضى و بالطبع سيتم اضافة اي ملاحظة جديدة تظهر اثناء قراءة اسعار السوق و تنفيذاته و شركاته الى المقالة و سيتم تحديثها اذا تيسر ذلك خلال الاجازة

الحركة الاسبوعية للثلاثيني