ينتظر المستثمرون هذا الاسبوع الحديث المرتقب لباول يوم الثلاثاء القادم و هو حديث منتظر بعدما حدث في الاسبوع السابق و يتوقع العالم منه نبرة حديث مغايرة و مختلفة عن الحديث السابق و قرارات أكثر جرأة في مواجهة التضخم و رفع الفائدة بأكثر من نصف في المائة
ثم يلي ذلك يوم الاربعاء اجتماع الفيدرالي و ما ينتج عنه من قرارات للفترة القادمة
و ليس هذا هو كل شىء بل ينتظر المستثمرون ايضا بيانات مبيعات المنازل الحديثة بجانب مراجعة بيانات الناتج المحلي الامريكي للربع الاول من العام؛ ايضا العديد من اعلانات ارباح الشركات التكنولوجية و غيرها هذا بجانب احاديث مسؤولي الفيدرالي المنتظرة ايضا خلال هذا الاسبوع و هم ستة مسؤولين
انتهى الاسبوع العشرون من العام الحالي و مازالت حالة الاضطراب في الاسواق المالية مستمرة بنسب متفاوتة
ففي حالة السوق المصري: خسر مؤشر السوق الرئيسي الثلاثيني -1.2% من قيمته السوقيه بينما لم يخسىر المؤشر السبعيني شيئا و اغلق مثلما افتتح بداية التداول الاسبوعي
و حدث ايضا في السوق المصري ان رفع البنك المركزي المصري الفائدة 2 في المائة و رغم أن هذا القرار كان متوقعا الا انه قد تم تأخيره الى يوم الخميس و لم يتم بطريقة استثنائية مثل باقي البنوك المركزية حول العالم التى استجابت لقرار الفيدرالي و لكن تم تأخير القرار المتوقع في محاولة لتفادي تذبذب في اسعار العملات الاجنبية و الذهب رغم ان هذا التأخير تسبب في تذبذب في اسعار السلع و المنتجات بكافة انواعها في السوق، و جاء الاعلان عن القرار بطريقة احترافية هذه المرة بدلا من المرات السابقة حيث كان يتم التمهيد له اعلاميا و عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتخويف الناس و المستثمرين و حثهم على التخلص من مدخراتهم من العملات الاجنبية و ذلك بسبب توقعهم لفشل هذه الطريقة اذا تم تطبيقها هذه المرة و ايضا لان الفرق في الوقت بين الاجتماعين السابق و الحالي قصيرا
ايضا في هذا الاجتماع و كما توقع العديد من المتعاملون لم يتم اعلان خفض للجنيه المصري و بالتالي لم يتم اصدار شهادات ايداع مخصصة من البنوك الحكومية بعائد اعلى من الشائع في السوق المالى و ذلك لتنويع قرارات الاجتماعات، ففي الاجتماع السابق تم ذلك ثم يتم تخطى الاجتماع الحالى و بعد ذلك يتم تخفيض في الاجتماع القادم و ذلك تحضيرا لما سيعلن عنه الفيدرالي الامريكي في اجتماعاته القادمة و تماشيا معها حتى لا يشكل الاعلان عن ذلك كل مرة صدمة للاسواق ولعدم زيادة سوء اوضاعها الحالية و الوضع القائم يعكس هذه القرارات رغم عدم الاعلان عنها
ايضا كان التصريح الرسمي في الاعلام ان رفع الفائدة يعتبر ضربة قاسمة للتضخم و الذي سببته الحرب الاوكرانية الروسية و ذلك تجميل و تبسيط لواقع الحال، لان السبب الرئيسي للتضخم هو الطباعة المفرطة و الاصدار المستمر للنقد الورقي و الذي يتم بصورة غير مسبوقة في الشهور القريبة، و ايضا الحروب البعيدة لا تسبب التضخم بل تكشف و تعرى سوء ادارة الدول و عدم تخطيطها و تأمينها للمنتجات الزراعية و الحيوانية الهامة و ذلك يتجلى في تعامل الهند و باكستان و اندونيسيا التى كانت تصدر ما يزيد عن احتياجها لهذه المنتجات و لكنها اوقفت ذلك تحوطا لاستمرار الحرب و تكالب المستوردين على احتياطيهم الاستراتيجي من الغذاء
ضربة قوية للتضخم
اما في الاسواق العالمية فقد اعلنت سريلانكا عدم قدرتها على الوفاء بسداد اقساط الدين المطلوبة منها هذا الاسبوع و بالتالي تم اعلان افلاس البلاد وسط حالة غير مسبوقة من التوترات في البلاد و ارتفاع متتالي يومي في اسعار السلع و الخدمات و البترول و قد توقع الاقتصاديون هذا الافلاس و لكنهم يتوقعون للاسف ان يتبع هذا الافلاس العديد من الحالات المشابهة و اولهم تونس و مصر
اعلان افلاس سريلانكا
و استمرت الاسواق الامريكية في الهبوط و تم تسجيل قيعان جديدة للعام الحالى و لم تصمد القيعان السابقة التى تكونت منذ الاسبوع السابق و بذلك يكون الاسبوع هو الاسبوع السابع في تسجيل اسعار اقل عن سابقيه و ذلك في سابقة لم تحدث في تاريخ الاسواق الامريكية القريب
و قد دخل مؤشر اس اند بي رسميا فى حالة السوق الهابط و التى فيها يعتبر اي صعود هو تصحيح عكس الاتجاه العام و ذلك بعكس حالة السوق الصاعد و بذلك يكون قد انضم الى مؤشر الناسداك و الراسل في هذا الاتجاه و هم ينتظرون انضمام مؤشر الداو جونز اليهم في هذا الاتجاه رسيما حيث لم يتعدى قيمة خسارته من القمة السابقة -16% – يجب ان تتعدى 20% حتى نستطيع ان نقول انه في سوق هابط –
مؤشر اس اند بي
اما بالنسبة لمؤشر الدولار الامريكي فسجل اول اسبوع تصحيحي له بعد ستة اسابيع من الصعود المتواصل و ذلك انعكس ايضا على سعر الذهب في تبادل واضح لمكانة الملاذ الامن من قبل المستثمرين، و الذين يعتبرون الكاش او السيولة حاليا اكثر الحالات امانا لاستثماراتهم
الدولار الامريكيالذهب
اما العملات الرقمية المشفرة فاستمرت ايضا في الخسائر رغم عدم تسجيلها اسعار اقل مما سجلته الاسبوع الماضي
البتكوين
و قد صدر تقرير من بنك اوف امريكا عن اكثر المخاوف التي تقلق المستثمرين حول العالم و مدى تغير اسبابها مع الوقت ، و قد وضح التقرير ان أكبر اسباب هذه المخاوف في الوقت الحالي هى السياسيات النقدية للبنوك المركزية يليها التخوف من كساد عالمي و ذلك بعدما كانت ازمة الوباء هى المسيطرة في الاعوام السابقة
عاد البيع المكثف في الاسواق الامريكية مجددا اليوم و ذلك بعد اعلانات ارباح سيئة لشركات مبيعات التجزئة الكبرى : تارجت و والمارت حيث توضح او تؤكد دخول البلاد في حالة كساد اقتصادي و تفضيل المتعاملين على الاحتفاظ بالسيولة مما اعاد الدولار الامريكي لادائه القوى امام جميع الاصول الاخرى مثل الذهب و الخام
و ايضا اليوم قرب نهايته مما يوضح استكمال هذا السيناريو لبقية الاسبوع و مما يؤكد و يدعم ان الاسواق في حالة بيير ماركت او سوق هابط و ليس تصحيح