احصائيات البورصة المصرية – الجزء السادس: حدود 52 أسبوع و أين الأسهم منها

نكمل ما بدأناه في هذه الاحصائيات و نتوجه حاليا نحو الأسهم المكونة للمؤشرات نفسها, الثلاثيني و السبعيني و ننظر لهذه الأسهم من جهة أخرى

مصطلح قمة/قاع 52 أسبوع

كالعادة لابد أن ننعش الذاكرة ببعض التعريفات حتى يكون الحديث مبني على أسس و مفاهيم معروفة للكاتب و القارىء

هناك نقطتان مهمتان ينظر اليهم المستثمرون دائما و هم يفرزون قائمة الأسهم اما لمتابعة حالة أسهمهم التي يحتفظون بها أو استعدادا لدخول أسهم جديدة و هذه النقطتان هم: القمة التي تشكلت خلال 52 أسبوع السابقين و القاع الذي تشكل خلال نفس 52 أسبوع السابقيين

بمعنى أوضح أعلى نقطة في السنة السابقة و أقل نقطة في السنة السابقة و ذلك لأهمية هذه المراحل من عمر السهم و أين هو منهم الآن و بعده عن أعلى نقطة في السنة السابقة و كم هذا البعد كنسبة مئوية و كم يحتاج السهم كي يعوض هذه النسبة و يصعد اليها مرة أخرى, و مراقبته عندها

و هناك العديد من الدراسات الاقتصادية التى أجريت حول هذا الموضوع لمتابعة سلوك الأسهم و لذلك لاعتماد المؤسسات بشكل أساسي على هذا المصطلح في استثماراتهم و أيضا تستخدم من قبل المضاربين للبحث عن حالات ارتداد أو اختراق عند هذه النقط دائما

و هناك أيضا العديد من طرق التداول التي تأسست على هذا المفهوم و هى شهيرة و أصحابها ألفوا بعض الكتب حول كيفية العمل بها مثل وايكوف و غيره

هذا بالاضافة لاعلى قمة في تاريخ السهم أيضا و لكن لهذا المفهوم و احصائياته مقال آخر

و لنبدأ سوف نرى احصائيات الأسهم و لنبدأ كالعادة باحصائيات الثلاثون شركة المكونة للمؤشر الرئيسي الثلاثيني

شركات المؤشر الثلاثيني

ترتيب مكونات الثلاثيني حسب بعدها من أعلى سعر خلال 52 أسبوع

يوضح جدول الشركات السابق الشركات المكونة للمؤشر الثلاثيني و آخر اغلاق لسعرها ثم بعد ذلك أعلى سعر خلال 52 أسبوع ثم أقل سعر خلال 52 أسبوع ثم الأهم العمودين الأخيريين الأول: بعد السهم من أعلى سعر خلال 52 أسبوع بالنسبة المئوية و الثاني: كم يحتاج السهم من عائد على سعره الحالي ليصل لهذه القمة

لابد أن نعلم أن الأسهم التي تصعد تعتبر في حالة ارتفاع حتى يثبت العكس و الاسهم التى تهبط تعتبر في حالة هبوط حتى يثبت العكس, ليس هناك توقعات أو تنبؤات بأسعار الأسهم و لكن احتماليات و افتراضات يبنى عليها قرارت بالبيع أو الشراء

و لذا مفهوم اعلى سعر تم في ال52 اسبوع السابقيين في أحد استخداماته الشهيرة أن الشركات التي تخترق هذه القمة فانها مرشحة للصعود و تكملة طريقها و ينطبق نفس المفهوم عن القاع و لهذا مراقبة قرب السهم منه في غاية الأهمية خاصة اذا كانت القمة الأخرى و التي هي أعلى سعر في تاريخ السهم بعيدة أو تمت في زمن بعيد و سوف نتحدث عن ذلك في مقال آخر

و احصائيا سنجد في الجدول السابق أن أكثر من نصف الأسهم تبعد عن قمتها السنوية السابقة بمقدار الربع أو 25 في المائة و تحتاج الى زيادة الثلث في سعرها الحالى كي تصل فقط الى هذه القمة و هو ما يوضح أن السوق في الاجمالي مازال في حالة سوق هابط كما وضحت المقالات السابقة

أيضا نستطيع ملاحظة أن العديد من الأسهم أيضا قريبة من قاعها السنوي أو أقل سعر سجلته في 52 أسبوع و أولهم شركة ام. ام. جروب للصناعة و التجارة فهى تبعد عن قمتها 55% لذا فهي تحتاج أن يتضاعف سعرها مرة و نصف أو عائد بنسبة 125% كي تتعافي و تصل الى القمة السنوية السابقة و هى بالمناسبة ليست أعلى سعر في تاريخ السهم الذي كان 10.40 و سجله السهم في فبراير 2021 و يحتاج السهم أن يتضاعف مرتين للوصول فقط اليه و ليس اختراقه و حاليا يعتبر السهم عند قاعه السنوي و تليها في القرب من القاع بالم هيلز للتعمير أيضا و هى تبعد عن قمتها بنسبة 31% و تحتاج عائد يقترب من 45% حتى ترتد و تصل الى القمة

و اذا بدأنا بالنظر الى الأسهم من هذا المنظور و في حالة سوق يعتمد بالأساس على عمليات الشراء فقط و لا توجد به عمليات بيع مكشوف لابد لنا من مراقبة الاسهم التى لا يزيد بعدها عن قمتها السابقة بنسبة 10% أو أقل لانها مرشحة لتكملة الطريق اذا لم يكن هناك مانع آخر

اذا نظرنا لهذه الاسهم: سنجد أقرب الأسهم لقمتها هى شركة مستشفى كليوباترا حيث تبعد 2% فقط عنها و هى نقطة جديرة بالتأمل خاصة اذا علمنا ان أعلى سعر في تاريخ السهم قد سجله في مايو2019 و يبعد عنه السعر الحالى 37 في المائة

و هذا القرب من هذه القمة جعل تعويض الفارق بينهما لا يحتاج الا الى نسبة قريبة أيضا و يحدث الاختراق الذي يجب أن يراقب لنرى سلوك السهم هل هو مرشح لاكمال طريقه أم أن هناك طريق آخر

ثاني شركة في الترتيب هى موبكو و أيضا هى الشركة الوحيدة التى سجلت أعلى سعر في تاريخها هذا الشهر لذا قمة ال52 أسبوع هى أعلى قمة في تاريخ السهم مما يعزز أهمية هذا المستوى السعري 105 و بالطبع وصل الى هذا المستوى بفضل أخبار الصفقات الاماراتية التى أعلنت قريبا و يبعد عن هذه القمة المشتركة 6.5% و يحتاج 7% كي يصل اليها قبل الاختراق و تسجيل مستويات جديدة عليه

ترتيب شركات الثلاثيني حسب بعدها من أعلى سعر في تاريخها

ثم تأتي الشرقة للدخان التي تبعد عن القمة السنوية 7.8% رغم بعدها عن قمتها التاريخية 40% ثم أبوقير للأسمدة بنسبة 10% و لكنها قريبة أيضا من قمتها التاريخية حول مستوى 29 جنيه و تحتاج عائد سعري 17% فقط لتبدأ بتحقيق مستويات سعرية جديدة تماما

اما اذا نظرنا الى القائمة من أسفل لنجد فوري و هى قريبة من قاع ال52 أسبوع و بعيدة عن القمة بنسبة 65% و لذا هى تحتاج صعود سعري يضاعف السعر مرتين لتعويض هذه الخسارة السنوية و ذلك رغم نفس تفاصيل الصفقات مثل حالة موبكو و لانها مدرجة حديثا فان قمتها السنوية هي أعلى سعر تحقق في تاريخها بعد الاكتتاب الشهير, لذا تعتبر من أسوء الشركات آداءا مع ام. ام. جروب في السنة السابقة

يليهم صعودا في القائمة ابن سينا فارما التى فوق القاع السنوى بنسبة 3% فقط و لذا فهى في أسفل هذا المدى السعري السنوي مثل سابقتيها و تحتاج طفرة سعرية تصل الى 72% لتعويض هذه الخسارة السنوية أما اذا نظرنا لقمتها التاريخية التى سجلتها في مارس 2019 عند مستوى 10 جنيهات فالوضع أسوء بكثير حيث تحتاج لمضاعفة سعرها 3 مرات لتصل اليه و تبدأ تسجيل مستويات سعرية جديدة

ثم يليهم غبور أوتو صعودا من أسفل القائمة و نلاحظ أن الشركة لم تتعافى منذ السوق الهابط الذي حدث في الأزمة العالمية حيث لم ترى قمتها التاريخية المسجلة عند 8.37 في مارس 2008 حتى الآن و بعد مرور ما يقرب من الخمسة عشر عام أما الآن فهى مازالت في سوق هابط و تبعد عن قمة ال52 أسبوع بنسبة 37% و يحتاج سهمها تسجيل عائد 60% لتعويض هذه الخسارة فقط

نلاحظ أيضا مدى اتساع و ضيق الحدود السعرية التى تقبع بها بعض الأسهم مثل سهم القلعة للاستشارات المالية فهذه الشركة تبعد عن قمتها السنوية بمقدار الربع و لكن اذا نظرنا الى قمتها التاريخية فسنجدها تبعد عنه بمقدار تسعة اعشار أو 90% و تحتاج مضاعفة سعرها عشرة مرات كي تصل فقط الى هذا السعر الذي سجلته في ديسمبر 2009 مما يؤكد نصائح مشاهير المستثمرين بالبعد عن هذه الأسهم ليس فقط لصغر العائد و لكن ضيق الحدود السعرية سنويا و اتساعها تاريخيا يوضح حركة السهم العرضية دائما مما يفعل في أصول المستثمرين المالية ما يفعله التضخم من فقد لقيمة هذه الاصول حتى و لو تعافى السهم و عاد الى اسعاره التاريخية

احصائيات البورصة المصرية – الجزء الخامس: أوقات هبوط السبعيني

نكمل اليوم حديث الأمس عن أزمنة السوق الهابطة أو “أسواق البيير” التي حدثت في تاريخ البورصة المصرية

تحدثنا أمس عن مؤشر السوق الثلاثيني “كاس 30” أو “اي جي اكس 30” و عن تاريخ فترات هبوطه و بداياتها و فترات التعافي منها بعدما ذكرنا مفهوم السوق الهابط و كيفية تحديد عمره و بدايته و نهايته و فترات التعافي منه و طولها و قمنا بالمقارنة بينها

المؤشر السبعيني للبورصة المصرية – اي جي اكس 70

يختلف المؤشر السبعيني عن الثلاثيني في مكوناته من عدد الشركات و نوعيتها, حيث يتكون من 70 شركة تختلف عن الثلاثين المكونين للمؤشر الثلاثيني و لا يشتركون فيما بينهم في أي شركة و يختلف في طريقة تكوينه من حيث الوزن النسبي المتساوي لجميع الشركات المكونه له, لذا ظهر هذا الخلاف أيضا في أزمنه الهبوط و أوقات التعافي منه

مر المؤشر السبعيني بأربعة فترات هبوط على مدى تاريخه منذ اطلاقه في 2008 حتى الآن, كانت الأولى بالطبع هى الأسوء لأن اطلاقه صادف بداية الأزمة الاقتصادية العالمية , و لذلك اشترك مع المؤشر الثلاثيني في هذا الهبوط منذ بدايته و في زمنه و لكن تغير المكونات يعطى التفاصيل بعض الاختلافات

أزمنة انحدار المؤشر السبعيني

سوق 2008 الهابط و مصادفة الأزمة العالمية

القمة: 1,502 – القاع: 607 – الخسارة: 60% – زمن الهبوط: 10 شهور – زمن التعافي: 104 شهر

بدأ الأمر أيضا في مايو 2008 و بعدما سجل المؤشر قمة جديدة عند 1,502 بدأ الهبوط السريع مثلما حدث مع المؤشر الثلاثيني و لكن أسلوبه اختلف بشكل كبير كما هو الحال في أسهم شركات المضاربات ذات القيمة السوقية الصغيرة و التي تعرف بتغيير سعرها السريع صعودا و هبوطا فكان أن خسر المؤشر في 60 في المائة من قيمته و بالتالي قيمة شركاته بنهاية فبراير من العام التالي 2009 و كما سجل المؤشر الثلاثيني قاع الهبوط و نهايته بعد 10 أشهر من بدايته فعل كذلك المؤشر السبعيني

و بدأت مرحلة التعافي التى اختلف فيها المؤشرين تماما, كانت محاولات المؤشر السبعيني أقوى في التعافي حتى أنه كاد أن يفعلها و يخترق القمة التي هبط منها في نفس العام في سبتمبر 2009 و تكون فترة تعافي قصيرة و لكنه تحت ضغط شركات المؤشر الثلاثيني الكبيرة على السوق لم يستطع اختراق القمة و لكنه اقترب منها ثم عاد و أكمل الطريق الى الهاوية مع الثلاثيني و بدأ في أولى زيارات القاع مثلما فعل الثلاثيني في ديسمبر 2011 بعد 44 شهرا من بداية الهبوط

و في الزيارة الثانية أيضا بعدها بعامين في يونيو 2013 عاد الى القاع و لكن كان آداءه أسوء من الثلاثيني حيث لم يقترب فقط من القاع بل حاول اختراقه بنسبة بسيطه من الهبوط السعري و لكنه عاد للارتفاع و محاولات التعافي مرة أخرى لمدة عامين آخريين و في نوفمبر 2015 حاول زيارة القاع مرة ثالثة ثم رابعة في أكتوبر 2016

و اختلف ايضا في نهاية فترة التعافي مع المؤشر الثلاثيني فرغم محاولاته التي كانت سابقة في التعافي السريع الا انه كان أبطأ و لم يتعافى نهائيا و يخترق القمة السابقة في ديسمبر 2016 مثلما فعل الثلاثيني و لكنه تأخر ستة أشهر ليفعلها و يخترق القمة السابقة عند 1,502 و يبدأ تسجيل مناطق سعرية جديدة

فترة 2018-2020 الهابطة

القمة: 1,827 – القاع: 995 – الخسارة: 45% – زمن الهبوط: 23 شهر – زمن التعافي: 6 شهور

هنا بدأ أيضا مع المؤشر الثلاثيني في سوق هابط جديد في أبريل 2018 و بدأ النزول من القمة التي سجلها عند 1,827 و مثلما فعل الثلاثني في زمن هبوطه الذي استمر لعامين أيضا سجل السبعيني قاع السوق الهابط بعد 24 شهرا عند 995 في شهر مارس 2020 أيضا و بدأت فترة التعافي بعد خسارة 45 في المائة من سعره أو ما يقرب من نصف قيمته السوقية

و لكن هنا بدأ الاختلاف و التباين فرغم ان المؤشر الثلاثيني مازال في زمن التعافي من هذا الهبوط حتى يومنا هذا في أبريل 2022 الا أن المؤشر السبعيني قد تعافى و بسرعة كبيرة جدا و عوض ما خسره في 6 أشهر فقط و تخطى القمة السابقة في أكتوبر 2020 و بدأ في مراحل سعرية جديدة تاركا خلفه الثلاثيني يحاول التعافي وحده حتى الآن و لكن كان الثلاثيني يحاول جره معه في محاولتين تاليتين في عام 2021 لم تنجح الأولى و نجحت الثانية

الأولى: سوق 2021 الهابط

القمة: 2,472 – القاع: 1969 – الخسارة: 20% – زمن الهبوط: شهر واحد – زمن التعافي: 5 شهور

و في فبراير 2021 تراجع السوق سريعا بعد تسجيل قمة جديدة عند 2,472 و خسر 20 في المائة خلال شهر واحد كانت هى عمر هذا السوق الهابط القصير و قد سجل بعدها قاعه عند 1,792 و بدأ بعدها التعافي السريع أيضا و في شهر التعافي الخامس يوليو 2021 كان قد عاد الى القمة و اخترقها بقوة تاركا الثلاثيني في محاولاته في التعافي و كان عندها يقوم بزيارة أخرى للقاع

الثانية: سوق 2021 الهابط المستمر حتى الآن

نجح الثلاثيني في محاولات جر المؤشر السبعيني لسوق هابط آخر تحت ضغط شركاته ذات القيمة السوقية الضخمة و في المحاولة الثانية في سبتمبر 2021 و بعدما سجل السبعيني قمة جديدة تاريخية بزيارة رقم 3,000 نقطة و لكنه مالبث ان ارتد من عندها سريعا و بدأ في الهبوط السريع أيضا و توالت الخسائر المستمرة لمدة سبعة شهور حتى قام بتسجيل قاعه في فبراير 2022 عند 1,762 بعد خسارة 40 في المائة من قيمته و بدأ في أولى محاولات التعافي التي قد تطول أو تقصر أو تكون بها تشكيل قاع جديد و امتداد لعمر السوق الهابط من يدري, هذا ما سوف يتضح لنا في الأيام القادمة

أسواق السبعيني الهابطة و مقارنتها

احصائيات البورصة المصرية – الجزء الرابع : أزمنة انخفاض السوق

نتابع احصائيات السوق المصري و تحليلاتها و الملاحظات على هذه الاحصائيات في هذا الجزء الرابع

و نركز في هذه المقالة على الفترات أو أوقات هبوط و انحدار السوق خلال تاريخه و مقارنة بينها

و لكن قبل النظر الى البيانات لابد من وضع بعض المفاهيم حتى يكون الحديث باتفاق و أسس و أيضا للتوضيح للذين يبدأون القراءة و البحث في الاسواق المالية أو من يجدد مفاهيمه لذ لابد أولا من تعريف مفهوم السوق المنحدر

Bear Market

ماهو “البير ماركت” أو زمن سوق الدببة أو فترة السوق المنخفض أو المنحدر و كيفية تحديدها و متى تبدأ و ومتى تنتهي؟ و متى نطلق على سوق معين أنه حاليا في زمن تسود فيه الدببة و ليس الثيران

اتفق الباحثون في الأسواق المالية أنهم يعتبرون السوق المالي في حالة انخفاض مستمر حتى يثبت العكس اذا هبط من آخر قمة سجلها بنسبة 20 في المائة أو أكثر أيا كان فترة هذا الهبوط سواء كان شهور او سنوات

و يسري هذا المفهوم على أي أسواق تشتمل على نوع من التجارة سوءا كانت أسواق للاوراق المالية الاسهم أو السندات أو العقود الآجلة أو المعادن أو حتى الاسواق التجارية بين الناس مثل السوق العقاري

فعندما يتم تسجيل أن سلعة ما خسرت من قيمتها ما يزيد عن 20 في المائة فذلك يعني أن سوق هذه السلعة في حالة انحدار و أن سعرها متوقع أن يخسر المزيد لفترة من الزمن

هذا عن توقيت بداية السوق الهابط أما عن تحديد فترة الزمنيه و كم استمر الهبوط فيتم ذلك بتحديد أمران

الأول فترة الهبوط نفسها و تكون منذ اليوم الذي بدأت الهبوط من القمة التي سجلها و يستمر السوق حتى يسجل قاع سعري لا يتعداه بعد ذلك, يكون ذلك هو نهاية فترة الهبوط من القمة الى القاع

الثاني فترة التعافي من الهبوط و يتم تحديدها منذ اليوم الذي تشكل فيه القاع و انتهي الهبوط ككل و يبدأ في الصعود و تعويض ما خسره في فترة الهبوط من القاع و لا نطلق على السوق انه تعافى من الهبوط السعري الا عندما يصل الى القمة السابقة التي بدأ منها الانحدار و يكون عندها قد قام بتعويض كل خسائره التي حدثت في فترة السوق الهابط

و جدير بالعلم أن فترة التعافي لها انواع يتم تصنيفها ايضا حسب شكل هذا التعافي في نزول و صعود السعر فهناك تعافي على شكل حرف “في” و هناك تعافي على شكل حرف “دبليو” و هكذا فان السعر لا يصعد من نهاية السوق الهابط من القاع مباشرة فقط و لكنه أحيانا يسجل هذا القاع مرة أخرى أو عدة مرات لكن المهم ألا يتخطاه و الا سيكون هذا هو امتداد و استمرار لزمن السوق الهابط نفسه و هناك تعافي على شكل حرف “ال” و هو أشدهم و أسوءهم و حدث في زمن الكساد الكبير

و كمثال: عندما نقول أن سهم شركة انخفض 30 بالمائة من قيمته و هبط من قمة 10 جنيهات الى 7 جنيهات خلال فترة شهر مثلا ثم بعد ذلك صعد سهم الشركة من القاع الذي سجله عند 7 جنيها الى القمة السابقة عند 10 جنيهات خلال شهرين فاننا قد حددنا حدود الانخفاض في السهم خلال فترة الهبوط و حددنا زمن الهبوط بالايام و حددنا زمن التعافي من الهبوط بالايام الايضا


نعود الآن الى السوق المصري و احصائياته حول تاريخ فترات انحدار السوق منذ اعادة احياء السوق حتى الآن و كم عدد هذه الفترات و كم من الوقت استمرت و كم الوقت الذي احتاجه السوق للتعافي منها ثم بعد ذلك نتحدث عن المقارنة بين هذه الفترات نفسها

و كالعادة ننظر للسوق من خلال مؤشريهالثلاثيني و السبعيني و نبدأها اليوم بالثلاثيني

EGX30 المؤشر الثلاثيني للبورصة المصرية

مر السوق خلال مؤشره الثلاثيني في خمسة فترات هبوط شهيرة آخرهم هي فترة مازالت قائمة لم يتم التعافي منها حتى الآن

فترة انحدار السوق و التعافي منها في عامي 1998-1999

فيها انهار السوق 34 في المائة من قيمته و ذلك خلال فترة 12 شهرا و لم يكن هناك سببا واضحا لهذا الانهيار خاصة ان السوق كان في بدايته و أن عادة الاسواق الجديدة هي الصعود و لكنه خالف هذه العادة, في هذه هبط السوق ببطيء من قمته 1000 حتى وصل الى قاع 658 و بعدها بدأ رحلة التعافي ليصل الى القمة السابقة و ذلك خلال 12 شهرا ايضا , لذا كان زمن السوق الهابط مساو لزمن التعافي و كانت الفترة الكليه لهم هي 25 شهرا و تخطى القمة السابقة في ديسمبر 1999 و بدأ بتسجيل أرقام سعرية جديدة تماما

أزمنة انحدار المؤشر الثلاثيني

سوق أعوام 2000-2003 الهابط و أحداث سبتمبر

انهارت البورصة ايضا بعدما سجلت آخر قمة لها عند 1,280 في فبراير 2000 و بدأت رحلة الهبوط حتى فقدت ثلثي قيمتها و سجلت في يناير 2002 قاع سعري يبعد عن القمة 65 في المائة و كان زمن الهبوط بطيئا و أخذ من عمر البورصة 24 شهرا كاملين ثم بدأ رحلة التعافي و العودة للقمة السابقة و وصلت عندها بعد 25 شهرا أخرى و اخترقت القمة في ديسمبر 2003 و ايضا لم يكن له سبب سوى حداثة العهد بالبورصة نفسها و عدم علم الناس بها أو بنشاطها أو كيفية الاستثمار و أدواته و بعد هذه الفترة بدأ الترويج للبورصة حيث كانت فترة كساد للسوق العقاري و بدأ الباحثون عن بدائل للاستثمار في التوافد مع تحفيز قوي من الحكومة وقتها و بدأت أولى طفرات السوق و صعوده المتوالي بدون توقف لمدة خمسة سنوات

ثم جاءت سوق عام 2006 الهابطة و التي اوقفتها حرب لبنان و ظهور مظاهرات حول مبنى البورصة لأول مرة

و كانت هذه أشهر و أقصر أزمنة الهبوط في تاريخ البورصة المصرية من خلال مؤشرها الثلاثيني و فيها سجل السوق في بداية العام 2006 قمة تاريخية وسط أجواء تفاؤل غير مسبوقة و تخطى 8000 نقطة لعدة أيام و سجل قمة 8220 ثم بدأ الانهيار السريع في البورصة المصرية و البورصات العربية المحيطة و في ستة أشهر فقط فقد السوق ما يقرب من نصف قيمته السوقية أو 42 في المائة منها و كان أقصر الفترات الهابطة عمرا حيث سجل قاع عند 4772 في شهر يونيو من نفس العام و قضي العام التالي في محاولة التعافي و كان تعافي على شكل حرف “في” و اخيرا اخترق القمة السابقة بعد 14 شهرا و بالتحديد في يوليو 2007 و تخطاها ليذهب لمناطق سعرية جديدة تماما

احتجاجات حول مبني البورصة

السوق الهابط الذي بدأ في 2008 و استمر 8 سنوات بتأثير الأزمة العالمية الكبرى و الثورات المصرية المتعددة

و كان أسوأهم و أطولهم بين أزمنة الانهيارات , و أبطأهم في فترة التعافي التي امتدت 99 شهرا حتى يعوض خسائره السابقة و بدأ الانهيار في مايو 2008 في بداية الأنباء عن أزمة ديون عالمية و قبل انهيار بنك ليمان برازر و بعدما سجل السوق قمة تاريخية 12,039 بدأ الانهيار و كان سريعا في بدايته حتى أنه فقد 15 في المائة في شهر مايو وحده و بدأت ارتداده خادعة توحي بأن الامر كان تصحيحا قصيرا و سوف يعود الا انها كانت بداية لما تلا ذلك و بدأ رحلة طويلة من الانهيار و الانحدار بدون توقف اطلاقا و بدون أي حركات ارتدادية تذكر حتى فقط السوق ثلثي قميته السوقية أو 70 في المائة في 10 أشهر فقط منذ تسجيل القمة التاريخية

و كان تسجيل القاع التاريخي 3,380 في فبراير 2009 و كانت نهاية زمن السوق الهابط أو المنهار بمعنى أدق و بداية أسوء فترات التعافي للسوق المصري حيث جرى الحديث عن توقعات للمحللين لجميع أسواق المال بفترة تعافي طويلة نسبيا تتخذ شكل “دبليو” أو بمعنى آخر زيارة أخرى للقاع قبل رؤية القمة السابقة و لكن ماحدث كان أسوأ من ذلك فكان أن السوق احتاج عدة زيارات للقاع المسجل كانت أولهم بعد عامين من تسجيل القاع في ديسمبر 2011 و ذلك بعد ثورة يناير ثم زيارة أخرى بعد عامين آخرين في 2013 ثم زيارة أخيرة بعد 3 أعوام في يناير 2016و لم يتعافى بالكامل و يعود لقمته السابقة الا في نهاية عام الزيارة الأخيرة و انهى 8 سنوات من التعافي من ضربة الأزمة العالمية الكبرى و اخترق القمة السابقة بعد ما يقرب من عقد ملىء بالأحداث و الثورات و تعويم لسعر صرف الدولار الأمريكي في السوق المصري و غيرها من الأحداث

أزمنة السوق الهابطة و مقارنتها

السوق الهابط الذي بدأ في 2018 – السوق الحالي

سجل السوق أعلى قمة في تاريخه عند 18,413 في أبريل 2018 و كان نظر جميع المحللين و المتداولين صوب الرقم الجديد 20,000 و الذي كان قاب قوسين أو ادني و لكنه كالعادة يخالف توقعات الجميع و يحطم الأمال المعقودة و يبدأ رحلة الانهيار و يتم تسجيل السوق على أنه سوق هابط للمرة الأولى بعد خمسة أشهر بعدما فقد أول جزء من قيمته السوقية و سجل هبوط بنسبة 20.6 بالمائة و لم يتوقف حتى سجل قاع تاريخي عند 8,113 في مارس 2020 ليكون بذلك قد فقد ما يقرب من نصف قيمته السوقية و يكون السوق الهابط قد استمر لمدة عامين كاملين أو 24 شهرا و بداية فترة التعافي و لكن أزمة الوباء العالمي أضافت الى توقعات طول فترة التعافي التي مازلنا فيها حتى الآن و قام السوق بعدة ارتدادات صغيرة ليقوم بالعودة مرة أخرى حتى كانت أول محاولة لزيارة القاع الذي سجله السوق في زمن الهبوط في يونيو 2021

و يبدو أنها لن تكون آخر المحاولات فما زال السوق حتى الآن في زمن فترة التعافي و بعيد عن قمته التاريخية السابقة حتى بعد مرور 48 شهرا عن يوم تسجيلها

القمة كانت حول 18,000 نقطة و القاع كان حول 8,000 نقطة و السوق حاليا حول 11,000 نقطة