نكمل اليوم حديث الأمس عن أزمنة السوق الهابطة أو “أسواق البيير” التي حدثت في تاريخ البورصة المصرية
تحدثنا أمس عن مؤشر السوق الثلاثيني “كاس 30” أو “اي جي اكس 30” و عن تاريخ فترات هبوطه و بداياتها و فترات التعافي منها بعدما ذكرنا مفهوم السوق الهابط و كيفية تحديد عمره و بدايته و نهايته و فترات التعافي منه و طولها و قمنا بالمقارنة بينها
المؤشر السبعيني للبورصة المصرية – اي جي اكس 70
يختلف المؤشر السبعيني عن الثلاثيني في مكوناته من عدد الشركات و نوعيتها, حيث يتكون من 70 شركة تختلف عن الثلاثين المكونين للمؤشر الثلاثيني و لا يشتركون فيما بينهم في أي شركة و يختلف في طريقة تكوينه من حيث الوزن النسبي المتساوي لجميع الشركات المكونه له, لذا ظهر هذا الخلاف أيضا في أزمنه الهبوط و أوقات التعافي منه
مر المؤشر السبعيني بأربعة فترات هبوط على مدى تاريخه منذ اطلاقه في 2008 حتى الآن, كانت الأولى بالطبع هى الأسوء لأن اطلاقه صادف بداية الأزمة الاقتصادية العالمية , و لذلك اشترك مع المؤشر الثلاثيني في هذا الهبوط منذ بدايته و في زمنه و لكن تغير المكونات يعطى التفاصيل بعض الاختلافات
سوق 2008 الهابط و مصادفة الأزمة العالمية
القمة: 1,502 – القاع: 607 – الخسارة: 60% – زمن الهبوط: 10 شهور – زمن التعافي: 104 شهر
بدأ الأمر أيضا في مايو 2008 و بعدما سجل المؤشر قمة جديدة عند 1,502 بدأ الهبوط السريع مثلما حدث مع المؤشر الثلاثيني و لكن أسلوبه اختلف بشكل كبير كما هو الحال في أسهم شركات المضاربات ذات القيمة السوقية الصغيرة و التي تعرف بتغيير سعرها السريع صعودا و هبوطا فكان أن خسر المؤشر في 60 في المائة من قيمته و بالتالي قيمة شركاته بنهاية فبراير من العام التالي 2009 و كما سجل المؤشر الثلاثيني قاع الهبوط و نهايته بعد 10 أشهر من بدايته فعل كذلك المؤشر السبعيني
و بدأت مرحلة التعافي التى اختلف فيها المؤشرين تماما, كانت محاولات المؤشر السبعيني أقوى في التعافي حتى أنه كاد أن يفعلها و يخترق القمة التي هبط منها في نفس العام في سبتمبر 2009 و تكون فترة تعافي قصيرة و لكنه تحت ضغط شركات المؤشر الثلاثيني الكبيرة على السوق لم يستطع اختراق القمة و لكنه اقترب منها ثم عاد و أكمل الطريق الى الهاوية مع الثلاثيني و بدأ في أولى زيارات القاع مثلما فعل الثلاثيني في ديسمبر 2011 بعد 44 شهرا من بداية الهبوط
و في الزيارة الثانية أيضا بعدها بعامين في يونيو 2013 عاد الى القاع و لكن كان آداءه أسوء من الثلاثيني حيث لم يقترب فقط من القاع بل حاول اختراقه بنسبة بسيطه من الهبوط السعري و لكنه عاد للارتفاع و محاولات التعافي مرة أخرى لمدة عامين آخريين و في نوفمبر 2015 حاول زيارة القاع مرة ثالثة ثم رابعة في أكتوبر 2016
و اختلف ايضا في نهاية فترة التعافي مع المؤشر الثلاثيني فرغم محاولاته التي كانت سابقة في التعافي السريع الا انه كان أبطأ و لم يتعافى نهائيا و يخترق القمة السابقة في ديسمبر 2016 مثلما فعل الثلاثيني و لكنه تأخر ستة أشهر ليفعلها و يخترق القمة السابقة عند 1,502 و يبدأ تسجيل مناطق سعرية جديدة
فترة 2018-2020 الهابطة
القمة: 1,827 – القاع: 995 – الخسارة: 45% – زمن الهبوط: 23 شهر – زمن التعافي: 6 شهور
هنا بدأ أيضا مع المؤشر الثلاثيني في سوق هابط جديد في أبريل 2018 و بدأ النزول من القمة التي سجلها عند 1,827 و مثلما فعل الثلاثني في زمن هبوطه الذي استمر لعامين أيضا سجل السبعيني قاع السوق الهابط بعد 24 شهرا عند 995 في شهر مارس 2020 أيضا و بدأت فترة التعافي بعد خسارة 45 في المائة من سعره أو ما يقرب من نصف قيمته السوقية
و لكن هنا بدأ الاختلاف و التباين فرغم ان المؤشر الثلاثيني مازال في زمن التعافي من هذا الهبوط حتى يومنا هذا في أبريل 2022 الا أن المؤشر السبعيني قد تعافى و بسرعة كبيرة جدا و عوض ما خسره في 6 أشهر فقط و تخطى القمة السابقة في أكتوبر 2020 و بدأ في مراحل سعرية جديدة تاركا خلفه الثلاثيني يحاول التعافي وحده حتى الآن و لكن كان الثلاثيني يحاول جره معه في محاولتين تاليتين في عام 2021 لم تنجح الأولى و نجحت الثانية
الأولى: سوق 2021 الهابط
القمة: 2,472 – القاع: 1969 – الخسارة: 20% – زمن الهبوط: شهر واحد – زمن التعافي: 5 شهور
و في فبراير 2021 تراجع السوق سريعا بعد تسجيل قمة جديدة عند 2,472 و خسر 20 في المائة خلال شهر واحد كانت هى عمر هذا السوق الهابط القصير و قد سجل بعدها قاعه عند 1,792 و بدأ بعدها التعافي السريع أيضا و في شهر التعافي الخامس يوليو 2021 كان قد عاد الى القمة و اخترقها بقوة تاركا الثلاثيني في محاولاته في التعافي و كان عندها يقوم بزيارة أخرى للقاع
الثانية: سوق 2021 الهابط المستمر حتى الآن
نجح الثلاثيني في محاولات جر المؤشر السبعيني لسوق هابط آخر تحت ضغط شركاته ذات القيمة السوقية الضخمة و في المحاولة الثانية في سبتمبر 2021 و بعدما سجل السبعيني قمة جديدة تاريخية بزيارة رقم 3,000 نقطة و لكنه مالبث ان ارتد من عندها سريعا و بدأ في الهبوط السريع أيضا و توالت الخسائر المستمرة لمدة سبعة شهور حتى قام بتسجيل قاعه في فبراير 2022 عند 1,762 بعد خسارة 40 في المائة من قيمته و بدأ في أولى محاولات التعافي التي قد تطول أو تقصر أو تكون بها تشكيل قاع جديد و امتداد لعمر السوق الهابط من يدري, هذا ما سوف يتضح لنا في الأيام القادمة









